أعلنت أوكرانيا الجمعة السيطرة على مواقع على ضفة نهر دنيبرو التي يحتلها الروس في جنوب البلاد، وهو أول نجاح ميداني كبير لكييف بعد أشهر من بدء هجومها المضاد. وقالت القيادة البحرية الأوكرانية على فيسبوك "نفذت قوات الدفاع الأوكرانية سلسلة من العمليات الناجحة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو" في منطقة خيرسون في جنوبأوكرانيا. وأضافت "بالتعاون مع وحدات أخرى في قوات الدفاع، تمكنت قوات البحرية الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم على رؤوس جسور عدة" في هذه المنطقة، متحدّثة عن إلحاق "خسائر فادحة" في الصفوف الروسية. وهذا النجاح الأول الذي يعلنه الأوكرانيون في هجومهم المضاد منذ سيطرتهم في آب/أغسطس على قرية روبوتينه في منطقة زابوريجيا الجنوبية. وكانت كييف تأمل بأن تسمح لها سيطرتها على روبوتينه باختراق الخطوط الروسية وتحرير المناطق المحتلة، لكن الجيش الأوكراني لم يتمكن من ذلك في مواجهة القوة النارية للدفاعات الروسية. ومن شأن السيطرة على مواقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو أن تسمح للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجوم أكبر باتجاه الجنوب. لكن لتحقيق ذلك، يجب على أوكرانيا أن تنجح في نشر عدد كبير من الجنود والمركبات والمعدات في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الرملية والمليئة بالمستنقعات. وحتى الآن، كان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك قد اكتفى بالإعلان الثلاثاء أن القوات الأوكرانية "حصلت على موطئ قدم على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو" من دون مزيد من التفاصيل. وتتكتم أوكرانيا عن حجم العمليات الجارية ونجاحاتها وخسائرها. كذلك يرفض الكرملين ووزارة الدفاع الروسية التحدث عن هذه الأمور. من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن خطط الاتحاد الأوروبي لتسليم مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا بحلول ربيع عام 2024 محكوم عليها بالفشل. وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد وعدت أوكرانيا بتسليمها مليون قذيفة مدفعية جديدة بحلول مارس 2024 لدعمها في الحرب الدفاعية ضد روسيا. وقال بيستوريوس خلال اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الثلاثاء: "لن يتم الوصول إلى هذا المليون. يتعين توقع ذلك". وبحسب بيانات مصادر من الاتحاد الأوروبي، لم يتم حتى الآن سوى تسليم حوالي 300 ألف قذيفة مدفعية. وقال بيستوريوس إنهم يبحثون عن طرق يمكن من خلالها تنفيذ المشاريع بسرعة أكبر بالتنسيق الوثيق مع قطاع تصنيع الأسلحة، وأضاف: "يجب زيادة الإنتاج وتسريعه. هذا هو المهم اليوم". وعزا بيستوريوس ذلك إلى عدم كفاية الطاقة الإنتاجية، موضحا أن بلاده قدمت من خلال إبرام اتفاقيات إطارية مساهمة كبيرة لزيادة الطاقة الإنتاجية، لكن عمليات الإنتاج لا تزال "كما هي"، موضحا أن حتى اتخاذ قرار بشأن انتهاج سياسة اقتصاد الحرب لا يمكنه أن يؤدي إلى بدء الإنتاج غدا وتلبية الطلب. وذكر بيستوريوس أنه كانت لديه دائما شكوك بشأن هدف الاتحاد الأوروبي الذي تم تحديده في مارس الماضي، وقال: "لم أتعهد بمليون ذخيرة، ليس عن وعي"، موضحا أنه حتى قبل القرار كانت هناك أصوات تقول: "كن حذرا، من السهل اتخاذ قرار بشأن المليون، والمال موجود - ولكن الإنتاج يجب أن يكون موجوداً أيضا"، مضيفا أنه من المؤسف أنه اتضح الآن أن أصوات التحذير كانت محقة. وكان التقدم الذي أحرزه الاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا وخطط المساعدة للمستقبل على رأس الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول أعمال اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل يوم الثلاثاء. وكان من المفترض توفير القذائف من مخزون الدول الأعضاء، وكذلك من خلال مشاريع مشتريات مشتركة جديدة، وذلك لحيلولة دون حدوث نقص في ذخائر القوات المسلحة الأوكرانية. من جانبه، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "هناك مجال لمزيد من الطلبيات"، مؤكدا أن الصناعة سيكون لديها القدرة على إنتاج القذائف التي تم التعهد بها بحلول مارس المقبل. كما دعا بوريل الدول الأعضاء إلى إعطاء الأولوية لصادرات الذخيرة إلى أوكرانيا على الدول الأخرى من أجل توفير المزيد من الذخيرة بسرعة أكبر. وأضاف بوريل إن نحو 40 % من إنتاج الاتحاد الأوروبي يتم تصديره، ولكن ليس بكمية كافية إلى أوكرانيا. وانتقد وزير دفع استونيا هانو بيفكور حقيقة تمكن كوريا الشمالية من تزويد روسيا بذخيرة بينما يكافح الاتحاد الأوروبي من أجل تقديم ذخيرة إلى أوكرانيا. وقال وزير الدفاع اللاتفي أندريس سبرودس إن "التطلع والطموح" مهمان لتحقيق الهدف. وأكد بوريل مجددا الحاجة الملحة إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها على المدى القصير والمتوسط. كما أعلنت الحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية، أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم، أو أصيبوا بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في أوكرانيا، تضاعف بواقع عشرة أمثال في عام 2022 نتيجة للغزو الروسي. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي أيه ميديا" عن تقرير للحملة صدر في جنيف، يوم الثلاثاء، إن هناك أكثر من 600 حالة جرى توثيقها في أوكرانيا خلال عام 2022. وأضافت الحملة أنه على مستوى العالم، انخفض عدد الضحايا المبلغ عنهم من 5544 إلى 4710 شخصاً، من بينهم 1700 قتيل والباقي مصابون.