نوّه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بالجهود المباركة للمملكة العربية السعودية لعقد القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية، التي تأتي في وقتٍ حاسم في تاريخ المنطقة. وقال سموّه في كلمته اليوم خلال أعمال القمة المقامة بالرياض: تنعقد قمتنا اليوم وأشقاؤنا الفلسطينيون في قطاع غزة يمرون بما لا طاقة للبشر على تحمله من فضائع آلة الحرب الإسرائيلية، وقد فشل المجتمع الدولي في تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما من شأنه إيقاف جرائم الحرب والمجازر المرتكبة باسم الدفاع عن النفس ووضع حد لهذه الحرب العدوانية. وأضاف: إذ تنفطر قلوبنا ألماً لمشاهدة قتل الأطفال والنساء والشيوخ بالجملة والمعاناة الإنسانية، ونتساءل إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي، وإلى متى سيسمح لها بضرب جميع القوانين الدولية عرض الحائط في حربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين. وأكد الشيخ تميم بن حمد أن ما يحدث في غزة يشكّل خطراً على جميع المستويات، فثمّة سوابق تسجّل حتى على مستوى الحروب العدوانية، فكيف أصبح قصف المستشفيات أمراً عادياً، يتم إنكاره واتهام الضحايا بداية ثم يبرر بوجود أنفاق تحتها، ثم يصبح أمراً لا حاجة إلى تبريره بعد تبلد المشاعر وتعوّد الأعين على مشاهدة المآسي. وأشار سموّه إلى أنه خلال هذه الحرب وقبلها في أثناء حصار غزة، رُصِدَ ارتفاع ملحوظ في معدلات المناعة لدى بعض الدول التي تدّعي حماية القانون الدولي والنظام العالمي، حيث رأينا مناعتهم ضد مناظر القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين سواءً كانوا أطفالاً أو نساء، وكذلك قصف المستشفيات والملاجئ، ووصلت معدلات المناعة لديهم إلى رؤية جثث الأبرياء وهي تنهشها الكلال لا تحرك لتلك الدول ساكناً. وتابع قائلاً: إن النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا حين يسمح بتبريرها، من كان يتخيل أن المستشفيات سوف تقصف علناً في القرن الواحد والعشرين، وأن عائلات بأكملها ستمسح من السجلات بالقصف العشوائي لأحياء سكانية ومخيمات اللاجئين، وأن شعباً بأكمله سيجبر على النزوح قسرياً بوجود مخططات مستنكرة ومرفوضة لتهجيرهم، كل ذلك على مرأى ومسمع العالم، ويرافق ذلك تصريحات عنصرية سافرة لقادة إسرائيليين لا يستنكرها قادة الدول الحليفة لهم. وأكد أن دولة قطر ثابتة في موقفها التاريخي الداعم لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيتها العادلة، ومستمرة مع شركائها في المنطقة والمجتمع الدولي في تقديم العون الإنساني والعمل على سرعة وصوله إلى محتاجيه مع التعنت الإسرائيلي المستمر في إعاقته، مطالباً في هذا الصدد بفتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإيصال المساعدات للمتضررين والمنكوبين دون أي عوائق أو شروط. كما أعرب سموه عن رفض بلاده بشكل قاطع استخدام التعسف في إتاحة المساعدات الإنسانية والتهديد كوسيلة للضغط والابتزاز السياسي، مشدداً على ضرورة وصول هذه المساعدات لكافة أنحاء قطاع غزة. وأضاف: أننا ماضون في دعم كافة الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحقن الدماء، وحماية المدنيين، بما في ذلك بذل الجهود في الوساطة الإنسانية لإطلاق سراح الرهائن، ونأمل التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل، تجنّب القطاع تفاقم الكارثة الإنسانية التي حلت به. وجدّد الشيخ تميم بن حمد التأكيد على موقف بلاده الثابت من إدانة جميع أشكال استهداف المدنيين أياً كانت خلفياتهم العرقية أو الدينية أو الوطنية، وإدانتها بأشد العبارات استهداف المنشآت الصحية والتعليمية وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة، مطالباً في هذا السياق بأن توفد الأممالمتحدة طواقم دولية لتحقيق فوري حول المزاعم والادعاءات الإسرائيلية التي تستخدم لاستباحة قصف المستشفيات. وأكد الشيخ تميم بن حمد ضرورة اتخاذ موقف حازم مع الجريمة المتواصلة في غزة، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، مشدداً على أهمية اتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة بحيث تظهر ثقل ووزن الدول الإسلامية، فمواصلة إسرائيل عدوانها وارتكاب جرائم الإبادة بهذا الاستهتار، لا يلحق الضرر بالأمن القومي العربي والإسلامي فحسب، بل أيضا بالأمن الوطني لدولنا. واختتم كلمته مؤكداً أن الحل الوحيد والمستدام لهذه القضية هو الذي يرسي أسس العدل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وهو الحل الذي نادى به المجتمع الدولي، إيماناً بحق الشعب الفلسطيني في أن ينعم بالخير والرفاء، وحق تحقيق المصير في دولته المستقلة.