اليوم من المحتمل أن يكون الإحساس بالفراغ العاطفي مألوفًا لديك.. وفي بعض الأحيان، تشعر أنه لا شيء يملأ فراغك، وتفقد كل مشاعرك، ويغمرك الإحباط.. وفي بعض الأحيان يكون للفراغ العاطفي علاقة كبيرة بالشعور بالوحدة كوننا كائنات اجتماعية ومخلوقات مقدر لها أن تعيش في المجتمع وتحتاج إلى التواصل مع الآخرين، والاستلهام منهم، وإقامة العلاقات. اليوم الفراغ العاطفي هو حالة إنسانية يتخللها شعور بالاغتراب الاجتماعي واللامبالاة.. ومشاعر الفراغ هذه غالباً ما يصاحبها حالات اكتئاب جزئي، وشعور بالوحدة، وانعدام التلذذ، واليأس، أو غيرها من الاضطرابات النفسية العاطفية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الانعزالية، وأيضاً الإحساس بالفراغ هو جزء من عملية الحزن الطبيعية، وينجم ذلك عن الانفصال أو وفاة أحد أفراد الأسرة، على الرغم من غرابة الموضوع إلا أنّ البعض يصفون الفراغ العاطفيّ على أنّه شيءٌ يمكن الإحساس به في أجسامهم، مثل الإحساس بالفراغ في الصدر، أو الشعور بالتعب والرغبة في البقاء ساكناً، والبعض الآخر يصفونه بشعور داخلي؛ مثل الشعور بالملل طوال الوقت وعدم الاهتمام بشيء. اليوم في علاقاتنا الحميمة نضع سقفاً عالياً من التوقعات في الطرف الآخر نتيجة للطريقة التي نشأنا بها، ونعتقد أننا يجب أن نجد الشخصية المتطابقة معنا في كل شيء.. وهذه نظرة كمالية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.. وهذه تجعل العلاقة سيئة ويمكن أن تجعل حياة المرء بائسة؛ لذلك نحن بحاجة إلى دعم لا نهاية له من أفراد الأسرة والأصدقاء والعشاق، وما إلى ذلك. قد يكون العيش بدون نظام دعم مناسب أمرًا محبطًا، ويمكن أن يكون أسوأ إذا تعلق الأمر بالعلاقة الحميمة حيث تشعر بالوحدة وتتمنى أن يكون لديك شخص ما ليظهر لك كل شيء ويبادلك المودة التي تحتاجها. اليوم التعبير الجسدي والمتمثل في قوة اللمس مهم لأنه يعبر عن حبنا واهتمامنا بالآخرين؛ فالأطفال الذين افتقدوا إلى قوة اللمس في طفولتهم المبكرة يمكن أن يكبروا ليصبحوا متنمرين أو لديهم الكثير من المشكلات الشخصية في علاقتهم بالآخرين، وما إلى ذلك. وينطبق هذا أيضًا على البالغين في العلاقات الطويلة التي تجاوزت كيفية التعبير عن حبهم وعاطفتهم تجاه شركائهم، والتي تشمل التقبيل والمعانقة وإخبارهم اننا نحبهم من وقت لآخر. ولسوء الحظ بالنسبة للأزواج، فإنهم يميلون إلى الانجراف وعدم التعبير عن مدى اهتمامهم ببعضهم البعض، مما يؤثر على صحتهم النفسية على المدى الطويل. اليوم الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي يجب عليه الاعتراف بهذا الشعور وتقبله، وعدم الاستسلام له، ومحاولة التعايش معه؛ لأنّ الفراغ الناجم عن فراق شخص عزيز، لا يمكن أن يختفي أبداً بل إنّ الشخص يتعلّم التعايش معه فقط، ينصح باستكشاف الذات، والبحث عن الآمال، والأحلام التي يتمنّى الشخص تحقيقها، والعمل على وضع هدف، أو تحقيق أمر معين حتى يبقى معنى للحياة، ومن الأنشطة المفيدة خلال هذه الفترة هي الكتابة، والتمارين الرياضية، والتأمّل، وتخصيص خمس دقائق يومياً للتعبير عن المشاعر الحالية وكتابتها، أو اختبار الشعور بمسح جزء من الجسم كاليد، أو الرأس، والتأمل في كيفية الاحساس، أو درجة حرارته، أو التوتّر الموجود فيه.