دعا مبعوث الولاياتالمتحدة آموس هوكستاين إلى الهدوء على حدود جنوبيلبنان مع إسرئيل، عقب أسابيع من المناوشات بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة. وقال هوكستاين للصحفيين عقب اجتماع مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، المقرب ل "حزب الله"، إن "استعادة الهدوء على الحدود الجنوبية" للبنان مع إسرائيل "أمر ذو أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة". وأضاف هوكستاين أن "الولاياتالمتحدة لا ترغب في رؤية الصراع في غزة يتصاعد ويتوسع إلى لبنان". والتقى المبعوث الأميركي، الذي وصل إلى بيروت الثلاثاء، أيضا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن المسؤول الأميركي قوله إن المحادثات جارية للتوصل إلى هدنة إنسانية. وتشن إسرائيل عمليات برية بالتزامن مع غارات جوية مكثفة في شمال قطاع غزة ردا على قيام حماس في السابع من الشهر الماضي بعملية "طوفان الأقصى" التي تضمنت هجمات صاروخية واقتحام بلدات جنوب إسرائيل واحتجاز أسرى تم اقتيادهم إلى القطاع. من جهة أخرى أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أمين سلام، أمس الأربعاء، عن إجراءات استباقية لاستيراد كميات إضافية من القمح تكفي أربعة أشهر في حال حصول أي أمر طارئ. وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، امس، اجتماعاً للجنة الوزارية للأمن الغذائي، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء. وقال الوزير سلام ، بعد الاجتماع، "إننا اتخذنا إجراءات استباقية باستيراد كميات أكبر بشكل سريع جداً، وطلبنا تعاون كافة الوزارات المعنية بإنهاء المعاملات لاستيراد ما يقارب نحو 60 ألف طن ليكون لدينا مخزوناً يكفي نحو أربعة أشهر في حال حصول أي أمر طارئ". وأشار إلى أن "موضوع استيراد القمح يسير على الطريق الصحيح، والتمويل موجود بالتنسيق مع البنك الدولي، ولا وجود لأي أزمة تتعلق بموضوع كميات القمح والطحين الموجودة خلال هذه الفترة". وعن كافة المواد الغذائية الأخرى، أعلن سلام أنه "تم التشديد على الإسراع في المعاملات وعدم تأخير دخول أي بضائع من أي مرفق أكان في مرفأ بيروت أو طرابلس أو مطار بيروت، فالمطلوب هو الاستعجال بإدخال البضائع ضمن الأصول والقوانين المرعية الإجراء، والإسراع بالفحوصات وإصدار النتائج، لأن هناك رهاناً على الوقت".وأضاف: "هناك تطمينات من المستوردين تفيد بأن هناك بضاعة تكفي لثلاثة أشهر، وهناك بضاعة سترد تكفي لأربعة أشهر مقبلة على أساس حصول تنسيق كامل بين الوزارات المعنية لإدخال البضائع وإيصالها إلى الأسواق اللبنانية". يذكر أن الحكومة اللبنانية وضعت خطة طوارئ لتكون جاهزة إذا نفّذت إسرائيل تهديداتها وشنت حرباً على لبنان، وتحاكي الخطة عملية نزوح أعداد كبيرة من المواطنين من جنوبلبنان. إلى ذلك أعلن "حزب الله" اللبناني أن عناصره استهدفوا، أمس الأربعاء، قوة مشاة إسرائيلية في محيط قاعدة إسرائيلية على الحدود الجنوبيةاللبنانية. من جهته شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدداً من الغارات على بلدات الناقورة وعلما الشعب ومحيط بلدات شبعا ورامية وعيتا الشعب وياطر وكفرا، الحدودية جنوبلبنان. وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن الطيران الإسرائيلي شن غارة استهدفت محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة عند الحدود الجنوبية. كما استهدفت غارة إسرائيلية سهل مرجعيون، وخراج بلدة شبعا وأطراف بلدتي ياطر وكفرا جنوبلبنان. وأشارت الوكالة إلى أن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً عنيفاً طال محيط بلدتي رامية وعيتا الشعب، جنوبلبنان. وكانت المدفعية الإسرائيلية قد قصفت عصر الثلاثاء محيط بلدة دير ميماس وأحراج بلدة اللبونة ومنطقة رأس الناقورة، كما قصفت بلدة الخردلي جنوبلبنان. وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت محيط بلدة دير ميماس، كما قصفت بلدة الخردلي. وعمل الجيش على منع المواطنين من سلوك طريق الخردلي باتجاه مرجعيون، حفاظاً على سلامتهم. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أحراج اللبونة بالقذائف. كما نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارة في محيط حقل الرماية التابع للجيش اللبناني في منطقة رأس الناقورة جنوبلبنان. وحلّق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت وضواحيها، بحسب ما أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد أغار صباح الثلاثاء على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة الحدودية جنوبلبنان. وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدتي يارين والبستان. وسجل صباح أمس تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قضاء صور والساحل البحري. يذكر أن المناطق الحدودية جنوبلبنان تشهد توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان إثر عملية "طوفان الأقصى"، وإعلان إسرائيل الحرب على غزة. وينفّذ الجيش اللبناني انتشارًا في المناطق الحدودية الجنوبية. ويقوم الجيش بتسيير دوريات، ويتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأممالمتحدة المؤقتة. وتقوم وحدات من الجيش بتنظيم عمليات الدخول الى المناطق الحدودية والخروج منها.