الألم إحساس سلبي بعدم الراحة، ربما هناك من يسأل أين مكان الإحساس بالألم في جسم الإنسان، هناك من يقول القلب هو مركز الشعور بالألم، وهناك من يقول الألم ينتقل من خلايا الجسم إلى الدماغ حيث يتم الشعور بالألم، القلب والمخ هما المسؤولان عن الألم أو ربما أحدهما. تختلف درجة الشعور بالألم من إنسان إلى آخر حتى وإن كان المسبب واحداً، وهذا مرده إلى الكيمياء الخاصة بالمخ. الأرجح أن الدماغ هو المسؤول عن الشعور بالألم، من الطبيعي حين يشعر الإنسان بالألم أن يقوم بزيارة الطبيب المختص الذي بدوره يعطيه الدواء المناسب، في أغلب الأحيان يقدم لنا وصفة طبية لا ندري أو بالأحرى لا نهتم بمحتواها لعل حالنا يتحسن بعد تناول الأدوية، لكن إلى أي حد تلعب الثقة التي منحناها للطبيب دوراً في عملية الشفاء؟ ماذا لو اكتشفت أن الدواء الذي أراحك كان دواء وهمياً. والدواء الوهمي هو نوع من الحبوب أو الحقن، التي لا تحتوي على أية مادة دوائية، لكنه يؤثر بشكل أو بآخر في الصحة، ويعالج مشكلاتها. هذا النوع من العلاجات يساعد المريض في التفكير الإيجابي، والاعتقاد بأن مشكلته قد حلت. البلاسيبو أو الدواء الوهمي له وجه آخر وهو علاج الفشل العاطفي، الباحثون من الولاياتالمتحدةالأمريكية يقولون إن الدواء الوهمي "بلاسيبو" يمكن أن يساعد أيضاً الأشخاص الذين يعانون من الآلام الناتجة عن التجارب العاطفية الفاشلة، إذ إن هذا الدواء الخالي من أي مادة فعالة، يساعد الشخص الذي عانى من الخذلان العاطفي في تخفيف لوعة الفراق. الدواء الوهمي يستخدمه بعض الأطباء لعلاج الأمراض الجسدية الناتجة عن أسباب نفسية مثل: الصداع، والدوار، والقولون العصبي، والأرق وغيرها من الأمراض التي تصيب جسد المريض النفسي، ويظن أنه يعاني من مرض خطير. أزعم أن الدواء الوهمي كان ممارساً عند الآباء في بلادنا. في الواقع الدواء الوهمي يصنع بحيث يبدو مشابهاً تماماً للأدوية الحقيقية، إلا أنه يكون محتوٍ على مادة غير فعالة، كالنشاء أو السكر، يتساءل الكثير كيف تعمل هذه الأدوية الوهمية، ببساطة يعتقد أن الدواء الوهمي يؤثر على التصور العقلي للشخص، الأمر الذي ينعكس على التفاعلات الكيميائية والفسيولوجية في جسمه، إذ إن الشخص يكون لديه تصور عقلي بأنه عندما يتعاطى العلاج سوف يتحسن، ولذلك يشعر بتحسن. مرة أخرى هل العلاج الوهمي فعال؟ بعض الأبحاث أكدت أن تأثير الدواء الوهمي لا يستحضر الاستجابة النفسية فقط، بل حتى الاستجابة الجسدية لأن الجسم والعقل مرتبطان. كما تشير بعض الأدلة العلمية إلى أن تأثير الدواء الوهمي قد يكون راجعاً بشكل جزئي إلى إفراز مادة الأندروفين في الدماغ. لكي تكتمل الصورة من اخترع العلاج الوهمي؟ إميل كوي، وهو صيدلي فرنسي، عمل في ترون بين 1882 و1910، دعا إلى فعالية «تأثير العلاج الوهمي»، وكان أول من استخدم نموذج العلاج الوهمي النفسي حيث أصبح معروفاً لطمأنته مرضاه من خلال الثناء على كفاءة العلاج وترك إشعار إيجابي صغير مع كل دواء. مصطلح العلاج الوهمي لا يطلق فقط على الحبوب أو الأدوية أو الحقن، التي يمكن أن تؤخذ وتحتوي بل إلى عمليات جراحية وهمية تجرى عبر إحداث شق جرحي ثم إغلاقه من دون تنفيذ أي إجراء فيه. فيتامين الحب لا يحتاج إلى أدوية وهمية، غالبية الناس لديهم نقص، ونقص شديد في هذا الفيتامين القريب إلى العقول البعيد عن القلوب، فيتامين يعالج القلوب المكسورة، ويقرب الناس بعضهم إلى بعض، ويرسم الابتسامة على الشفاه التي لا تعرف معناها.