قبل بدء مهامنا القيادية، من المهم أن نقوم بالاستعداد نفسياً عن طريق الاستعداد الجيد وتوقع التحديات التي قد نوجهها. ومن أجل تحقيق هذا النوع من الاستعداد، نحتاج دوماً إلى التحلي بالمعرفة والخبرة السابقة التي نمتلكها وتوقع الاحتمالات المختلفة للتأكد من أننا جاهزون للتعامل معها. يتطلب الأمر أيضاً تحديد الأهداف القيادية ورؤية للمستقبل، ولا يمكن بلوغ الغاية من هذا التجهيز من دون جعل الأهداف واضحة وملهمة وتشاركية مع فريق العمل لتحفيزهم وتحفيز نجاح المؤسسة. من ناحية أخرى، نحتاج أن نستثمر في تطوير مهاراتنا القيادية من خلال القراءة والدروس التعليمية والتدريبات المناسبة. هذا الإعداد النفسي أيضاً لا يمكن بلوغه من دون إدارة معارفنا المتعلقة بما تم تسجيله من الخبرات المنشورة للقادة الناجحين وكيف أداروا مهامهم القيادية بتوازن نفسي حافظوا من خلاله على أمانهم النفسي. ولتحقيق التوازن النفسي أيضاً كقائد للمؤسسة، من المهم البحث عن فرص للتواصل والتعاون مع الآخرين الذين يشاركونك الرؤية نفسها. في إطار التواصل وبناء العلاقات، يجب أن نقوم بتقوية الاتصالات مع فريق العمل والأفراد الآخرين في المؤسسة. يجب أن نستمع إلى آرائهم واحتياجاتهم، وأن نكوّن علاقات جيدة ومتوازنة معهم. القدرة على التواصل الفعال وبناء علاقات طيبة مع الآخرين يسهمان في تعزيز تأثير القائد ونجاحه وفي ثقته بنفسه مما يرفع من مستوى شعوره بالصحة النفسية المطلوبة. وللحفاظ على التوازن، يجب أن نضع رؤية واضحة تميّز فيما بين العمل والحياة الشخصية، وأن نحرص على القيام بالأنشطة التي تمنحنا الراحة والتوازن. علينا أن نتذكر بأن النجاح القيادي يتطلب التزاماً وتحملاً للمسؤولية والاستمرارية في التعلم والتطور. من المهم أن نستفيد من التحديات والتجارب لينمو وينجح دورنا القيادي، يساعدنا التأمل في تهدئة العقل وترتيب الأفكار وتحقيق التوازن النفسي. من جهةٍ أخرى، يمكن صقل ثقتنا في قدراتنا القيادية وقدرتنا على التعامل مع التحديات عندما نعزز من أماننا النفسي، تعتبر مراجعة إنجازاتنا السابقة وتذكر أننا تستحق الفرصة لنكمل مشوارنا القيادي، وأننا مؤهلون لتحقيق النجاح في دورنا الجديد مسألة مساعدة بشكل جيد على تحقيق التوازن النفسي المطلوب. هذا من ناحية أخرى، سيساعدنا على تحديد انتقاءاتنا وتوجيه جهودنا نحو الأهداف الأساسية. ولبلوغ درجة الأمان النفسي المرجوّة للقيادي، ينصح دائماً بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة ومتحكم بها ووضع خطة زمنية لتحقيقها. هذا يساعد في تقليل الإجهاد وزيادة الإنتاجية. لتحقيق هذا المستهدف، يفضّل الاجتماع مع الفريق الذي سنعمل معه، والتأكد من فهمهم للأهداف وللتوجيهات. أيضاً، يجب أن نستمع إلى مخاوف واهتمامات الفريق، ووضع خطة لتعزيز التواصل الفعال والتعاون معهم.