أكد متخصصون ومهتمون في البيئة الصحراوية والغطاء النباتي أهمية تفعيل دور الشركاء في المتنزهات البرية وتنمية الغطاء النباتي في السعودية عبر إيجاد جوائز ذات مسارات متنوعة تقدم للجهات الحكومية والخاصة والأفراد والأسر. ونقلت "الرياض" لعدد من المتخصصين في تنمية الغطاء النباتي والمحافظة وتعزيز البيئة الصحراوية المبادرات التي قدمها أفراد وأسر في محافظة ثادق التابعة لمنطقة الرياض -شمال غربي العاصمة الرياض 120 كيلومتراً- شملت المساهمة في زراعة الأشجار ورعايتها وبناء مدرجات حجرية وبناء مجالس في الجبال وبناء خزانات مياه لخدمة الكشاته والنحالين. وقد أكد ل"الرياض" محمد بن ناصر الشويش المهتم والمتخصص في البيئة وتنمية الغطاء النباتي ورئيس جمعية سدير الخضراء "سابقا" على أهمية التفاعل الذي يبديه أهالي محافظة ثادق نحو البيئة والمتنزهات الصحراوية التي تشتهر بها المحافظة، والاستفادة من الميزة النسبية لمناطق المحمل وسدير والوشم الجبلية والرملية، مشدداً على أهمية هذه المبادرات الرائعة التي تعكس أهمية البيئة الصحراوية ودعمها والمحافظة عليها وتأهيلها لتكون ملاذاً جميلاً لمحبي الصحراء والطبيعة التي تشتهر بها بلادنا وخاصة منطقة نجد. وأشار الشويش إلى أهمية تكريم المتنزهين ووضع اسم المتبرع على المكان الذي ساهم فيه، لافتاً أن المبادرات الفردية والعائلية أصبحت سمة بارزة في متنزه ثادق الوطني، مستدركاً في حديثه بوجوب الوقوف خلف تلك المبادرات ومن يقف خلفها ولماذا هي في تزايد وظاهرة للعيان أسهمت في تحقيق نقلة نوعية للمتنزه والمناطق المحيطة فيه بل وفي الطريق الذي يصل بين مناطق تلك المحافظة وخارجها والذي يؤكد الجدية في التنفيذ ودور رجل المتنزه الذي واصل العمل على تطويره والمسؤول عن فرع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الأستاذ عبدالله العيسى، فله منا كل الشكر والتقدير والتشجيع. من جانبه، أوضح فايز رديني الشمري المهتم بالأعمال التطوعية والمجتمعية إلى أهمية التكريم وأنه أمر مطلوب لكافة المشاركين في المبادرات المجتمعية والمساهمة في خدمة البيئة ومنها على سبيل المثال المشاركة والمساهمة في حملات التنظيف -توزيع بذور - زراعة أشجار - توفير المياه - إنشاء وبناء المدرجات - تهيئة أماكن الجلوس وغيرها من الأعمال ذات الصبغة الصحراوية والبيئية حتى داخل المدن لافتاً النظر إلى أن يشمل التكريم والتحفيز الجهات الحكومية من خلال مساهمتها في تهيئة تلك المناطق عبر تقديم الخدمات اللوجستية مثل توفير المعدات الثقيلة والخفيفة والعمالة سواء المتخصصة أو اليدوية -توفير المياه- وهنا لابد من الإشادة بأهمية التكامل ما بين الجهات الحكومية والأفراد وكذلك مع القطاع الخاص، ولهذا فأمر تكريمهم مهم جداً ويعزز من استمرارية تلك التفاعلات من مختلف أطياف المجتمع. وشدد الشمري إلى أهمية التكريم الذي يجب أن يرافقه جوائز سنوية ذات طابع مختلف يعتمد على متابعة المبادرات والتأكد من نجاحها واستمراريتها، وهنا يدعو الشمري إلى وضع جوائز على مستوى أمراء المناطق، ذاكراً وعلى سبيل المثال الجائزة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل تحمل مسمى "بصمة" والتي تمنح الجوائز للأفراد والقطاعات الحكومية والأهلية والاجتماعية في خمسة فروع والتي تهدف لرفع مستوى الأداء وتنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات التي تدعم التنافس وتساعد في تحقيق الصالح العام، وهذا ما نحتاجه، ولهذا فمن الممكن كذلك وضع جوائز على مستوى أمانات المناطق والبلديات وجوائز على مستوى وزارة البيئة والمياه والزراعة، لافتاً إلى أن كثرة الجوائز تساهم في تحفيز ودعم المشاركين، مع تصنيف تلك الجوائز ووضع مسارات مثل زراعة الأشجار المحافظة على الأشجار واستمراريتها حملات النظافة السقيا. ويعود الشمري ليوضح أن بعض الجوائز ليس فقط على التنفيذ وإنما على الاستمرارية مستشهداً بكلمة لأمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد عندما قال ضمن إحدى مسارات جائزة بصمة "نغرسها ونحرسها" فليس فقط الزراعة بل الاستمرارية ومرور عام كامل على زراعتها، وهنا وفيما يخص البيئة الصحراوية وتنمية الغطاء النباتي بين الشمري أنه المسارات متعددة ومهمة ومنها على سبيل المثال للجوائز "المسار اللوجستي" وهو توفير المياه تهيئة المكان توفير وسائل السقيا وهذه مسارات تتيح المشاركة للأفراد والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي وحتى الحكومي مثل البلديات والبيئة مع التأكيد أن الهدف من الجائزة ليس مادياً بل معنوي وتذكير وتحفيز وتشجيع، وهنا لابد من الإشارة إلى أن فترة الجوائز يحدد لها مدة معينة بينما التكريم يكون في أي وقت حتى وإن كان بأثر رجعي لمن ساهم وشارك وقدم عملاً يستحق التكريم والتقدير. "الرياض" استطلعت القائم بأعمال التأهيل والتطوير في متنزه ثادق الوطني عبدالله بن إبراهيم العيسي مدير متنزه ثادق الوطني التابع للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الذي أوضح أن الأعمال القائمة في متنزه ثادق الوطني الأغلب فيها مشاركات مجتمعية من خلال أفراد أو على مستوى الأسر من أهالي محافظة ثادق أو أفراد وأسر ومجموعات من خارج المنطقة وبعضهم من الأجانب على مستوى العالم وتشمل على سبيل المثال حملات تشجير من مواطنين وأجانب، لافتاً أن جميع تلك الفعاليات والمبادرات تحصل على موافقات من المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الذي يدعم ويشجع تلك المبادرات وتخدم الغطاء النباتي وتكافح التصحر، ولهذا فجميع الأعمال القائمة عليها موافقات من المركز سواء المسجد أو المدرجات أو خزان الماء أو الغرف الحجري، وهذا تشجيع من المركز لتعزيز العمل التطوعي والبيئي والنباتي. ويكشف العيسى عن البداية البسيطة جداً لتلك المبادرات والمشاركات المجتمعية حيث كانت فردية تلاها الأسر، ولدينا حاليا ولله الحمد طلبات كثيرة ترغب في تقديم ما يخدم المتنزه ويعزز نجاحاته، من مختلف المبادرات، وهنا يستدرك مدير متنزه ثادق الوطني إلى دور ومبادرات مصانع الحجر في المنطقة ومشاركتها الفاعلة في إعادة تدوير الحجارة والاستفادة منها في المتنزه، لافتاً النظر إلى واحدة من أبرز المبادرات المجتمعية وهي المسار الجبلي البري والذي يبلغ طوله 70 كيلومتراً لهواة المشي والهايكنج. محمد الشويش عبدالله العيسى فايز الشمري بناء مصلى كإحدى المشاركات المجتمعية بناء الكهوف داخل متنزه ثادق الوطني مشاركة مجتمعية