أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة ، أن المملكة لم تظهر مجرد تحول اقتصادي، بل أظهرت طموحاً لأن تكون نموذجاً يحتذى به في كيفية تطوير الاقتصاد الهيدروكربوني. وقال خلال مشاركته في أعمال النسخة السابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض؛ إن المملكة تستهدف التعامل بنجاح مع المعضلة الثلاثية التي تتضمن أمن الطاقة، والقدرة على تحمل التكاليف، والنمو الاقتصادي. وأضاف :" على صعيد الاستدامة، فإن التزامنا باتفاق باريس لا يتزعزع، لم نوقع هذه الاتفاقية فحسب، بل تفاوضنا بدقة على كل التفاصيل، إن تنفيذ هذه الالتزامات ليس أمراً اختيارياً؛ إنه واجب". من جهته قال أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي: "إن المهمة الجديدة للبنك الدولي هي التركيز ليس فقط على القضاء على الفقر وتقاسم الرخاء، ولكن على ضمان كوكب صالح للعيش ومعالجة الأزمات والتحديات المتشابكة في العالم." ويحذر الرؤساء التنفيذيون من أن البيئة الجيوسياسية تمثل تحديات كبيرة في المستقبل ولكن فرص الاستثمار الجذابة كثيرة. وشهد اليوم الافتتاحي لمبادرة مستقبل الاستثمار السابعة (FII7) تركيزًا قويًا على كيفية نجاح المجتمع العالمي في التعامل مع المعايير الجديدة الناشئة للعلاقات الاقتصادية وسط عدم الاستقرار والمخاوف المتعلقة بالمناخ وعدم المساواة الاجتماعية، حيث وافق المندوبون على الدعوات إلى "بوصلة عالمية" جديدة لتحفيز ودعم فرص الاستثمار. ويقود ذلك لجنة من صانعي التغيير، ضمت جيمي ديمون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة JP Morgan Chase & Co، ولورنس دي فينك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة BlackRock. وأوضح ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، مسارًا عبر هذه المياه غير المحددة، وكيفية تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتأثير والمرونة، لا سيما فيما يتعلق بطموحات المملكة في مجال الطاقة المتجددة. وقال الرميان: "ما نقوم به في المملكة العربية السعودية هو نموذج جيد للعالم. بحلول عام 2030، نريد أن يعتمد 50 في المائة من توليد الطاقة لدينا على الطاقة المتجددة، وأن تعتمد ال 50 في المائة الأخرى على الغاز الذي تنبعث منه كميات أقل من السوائل. وعلينا أن نستثمر المزيد في الطاقة المتجددة، إذا نظرت إلى الأهداف، بحلول عام 2045، يجب استثمار 283 تريليون دولار بشكل تراكمي اعتبارًا من عام 2020". من جهة أخرى، قال جيمي ديمون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جيه بي مورجان: "إن الإنفاق المالي أعلى مما كان عليه بهامش كبير، إن رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لن يحدث فرقا كبيرا، ولكن التحول بمقدار 100 نقطة أساس عبر منحنى العائد من شأنه أن يحدث ما نراه اليوم وهو يشبه ما حدث في السبعينيات، حيث كان هناك إنفاق كبير، وتضغط الحكومات من أجل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، ولكن من دون تطبيق ضرائب على الكربون أو استراتيجية عقلانية". وبما أن الطاقة هي الموضوع الرئيسي لهذا اليوم، فإن الحاجة الماسة إلى تعزيز التحول إلى طاقة أكثر خضرة هي التي تقود قمة الطاقة الخاصة لمبادرة مستقبل الاستثمار. واستكشف هذا مدى إمكانية توافق أهداف اتفاق باريس مع النمو الاقتصادي، والدور الذي من المرجح أن تلعبه التكنولوجيا في القضاء على الغازات الدفيئة، ووتيرة إزالة الكربون على مستوى العالم. ويشارك في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقدة في الرياض (24 - 26 أكتوبر)، 6000 من القادة والمستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم في أكثر من 200 حلقة نقاشية تهدف إلى معالجة أكبر القضايا التي تواجه صحة البشرية وازدهارها وبقائها. وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار: "إن مستقبل القيم للإنسانية هو مستقبل يحتضن التعاطف والشمولية والتسامح والمعرفة والأخلاق والسلام.. إنه مستقبل ندرك فيه مسؤوليتنا المشتركة لرعاية كوكبنا وبعضنا البعض"