رغم سحق الهجوم الروسي الأخير على مدينة أفدييفكا، تستعد القوات الأوكرانية لصدّ هجوم جديد واسع النطاق من قبل موسكو على هذه المدينة الصناعية شرقي أوكرانيا. ويقول ماكسيم موروزوف وهو قائد وحدة خاصة في شرطة المدينة لوكالة فرانس برس "علينا أن نتوقّع ذلك. نعلم أن الروس كدّسوا احتياطيات ضخمة سواء من الأفراد أو المعدات العسكرية". ويُضاعف الجيش الأوكراني ضرباته في المناطق الحدودية. وشنّت أوكرانيا، التي أجبرت موسكو على التراجع في العام 2022، هجوماً مضاداً في يونيو لتحرير حوالي 20 في المئة من أراضيها الخاضعة للسيطرة الروسية والتي أعلنت موسكو ضمّها. وتفيد كييف بأنّ قواتها تتقدّم، ولكن هذا التقدّم بطيء لأنّ الغرب متردّد بشكل مفرط في تسليمها الأسلحة التي تحتاجها. في المقابل، شنّ الجيش الروسي هجمات باتجاه كوبيانسك (شمال شرق أوكرانيا)، كما يشنّ منذ العاشر من أكتوبر هجمات باتجاه مدينة أفدييفكا (شرق). وصباح العاشر من أكتوبر، تقدّمت عشرات الدبابات والمدرّعات الروسية في طوابير إلى جنوب وشمال وشمال غربي المدينة، مدعومة بوابل من المدفعية وقصف المروحيات والطائرات، بهدف محاصرة المدينة. ويضيف موروزوف في مدينة بوكروفسك على بعد نحو 40 كيلومترًا من أفدييفكا "شكّل ذلك صدمة للجميع. كان هناك ما يصل إلى 50 غارة جوية" على المدينة. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال الولاياتالمتحدة لنظام (أتاكمس) الصاروخي التكتيكي إلى أوكرانيا بأنه "تهديد إضافي"، في تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي يوم الأربعاء. وقال بوتين، متحدثا في مؤتمر صحفي في بكين، إن الولاياتالمتحدة ارتكبت "خطأ" بالسماح لنفسها بأن تنجرف أكثر في الصراع في أوكرانيا، وتطيل بذلك أمد المعاناة هناك. وأكدت كييف الثلاثاء أنها استخدمت الصواريخ التي زودتها واشنطن بها بنجاح ضد قواعد روسية. وأضاف بوتين: "أولا، بالطبع، هذا يجلب ضررا، ويشكل تهديداً إضافياً. ثانياً، يمكننا بالطبع أن نصد هذه الهجمات.. الحرب حرب". وأشار إلى أن هذا التطور الأخير لن يغير الوضع على الجبهة. كما أعلن بوتين عن دوريات دائمة للمقاتلات فوق البحر الأسود، باستخدام طائرات ميغ- 31 فوق المياه المحايدة، ويبدو أنها مزودة بصواريخ فرط صوتية. ولاحظ بوتين رغبة محتملة في التفاوض، فيما يخص الحرب في أوكرانيا. ولفت إلى أنه شهد تنازلا في بيانات الساسة الغربيين عن الرغبة في إلحاق هزيمة استرتيجية بروسيا. وأوضح بوتين: "إن هذا تحول حقيقي". وفي الوقت نفسه، جدد قوله إن أوكرانيا يتعين أولا أن تلغي الوثيقة التي تحظر مفاوضات سلام كهذه مع روسيا. وكان بوتين في بكين الثلاثاء لحضور افتتاح الصين للتجمع الدولي الثالث لمناقشة مشروع البنية التحتية الضخم المعروف باسم مبادرة الحزام والطريق. كما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو ستعزز الحدود الغربية للبلاد بسبب التهديد الذي تشكله صواريخ (أتاكمس). وأعرب عن مخاوفه من أن كييف يمكن أن تضرب أهدافا في المناطق النائية الروسية بالصواريخ الأميركية بعيدة المدى. وترى موسكو خطرا من أن تؤدي شحنات الأسلحة الغربية إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو والولاياتالمتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى. وفي بيونغ يانغ صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن العلاقات بين روسياوكوريا الشمالية وصلت إلى مستوى "جديد واستراتيجي نوعيا"، كما نقلت وكالات الأنباء الروسية. ووصل لافروف مساء الأربعاء إلى كوريا الشمالية في زيارة تستغرق يومين وتأتي بعد قمة الشهر الماضي في أقصى الشرق الروسي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس فلاديمير بوتين. كما ندد لافروف بالسياسات العسكرية "الخطيرة" للولايات المتحدة وحليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية حيال كوريا الشمالية التي عقد محادثات مع قادتها في بيونغ يانغ. وقال الوزير الروسي للصحافيين "على غرار أصدقائنا الكوريين الشماليين، نشعر بقلق بالغ من تكثيف الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية الأنشطة العسكرية ومن سياسات واشنطن". ولفت إلى أن الأميركيين "ينقلون بنى تحتية استراتيجية إلى هناك تشمل عناصر نووية" من دون تقديم تفاصيل إضافية. وأكد "نعارض هذا النهج غير البنّاء والخطير". وأكد لافروف أن موسكووبكين وبيونغ يانغ "تسعى لعرض بدائل بنّاءة" لخفض تصعيد التوتر في المنطقة. وأضاف "ندعم تأسيس عملية تفاوض دورية بشأن قضايا الأمن في شبه الجزيرة الكورية، من دون شروط مسبقة". وجنوبأوكرانيا قتل شخصان وأصيب ثالث بجروح في قصف صاروخي روسي استهدف مساء الأربعاء منطقة ميكولايف، بحسب ما أعلنت فرق الطوارئ الأوكرانية. وقالت فرق الطوارئ في منشور على تطبيق تيليغرام إنّه في الساعة 20,30 (17,30 ت غ) "شنّ العدوّ هجوماً صاروخياً على إحدى قرى منطقة ميكولايف. لقد قُتل شخصان وأصيب ثالث بجروح". وليل الثلاثاء-الأربعاء، خلّفت ضربات صاروخية روسية على مدينة زابوريجيا (جنوب شرق) ومنطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق) ستّة قتلى على الأقلّ، بحسب السلطات الأوكرانية.