رغم التطوّر الكبير والنقلة النوعية في رياضتنا والتي أصبحت حديث العالم في التغيرات الواضحة والتي شهدها الجميع بدعم مادي ومعنوي كبير من قيادتنا الرشيدة - حفظهم الله -، إلا أنه لازال في وسطنا الرياضي من لم يركب سفينة هذا التغيير الذي أبهر العالم، خاصة ممن يكرهون الهلال، هذا النادي الكبير الذي شرّف الوطن، والوطن يستحق، وهو النادي الوحيد حتى الآن الذي حقق أهداف خطط التطوّر في الرياضة السعودية «خارجياً»، وهو أول حصاد لهذا الدعم الكبير الذي تشهده رياضتنا، بتحقيقه كأس آسيا مرتين، وأيضاً صنع التاريخ وحقق إنجازاً ومجداً جديداً للكرة السعودية بعد وصوله لنهائي كأس العالم للأندية وتحقيق الوصافة، ليصبح أول ناد آسيوي وعربي يصل لهذا المركز خارج أرضه. ورغم كل هذا لا يزال هناك متعصبون يبحثون عن أشياء وهمية لإيقاف سطوة وصيف العالم، فعند كل موسم، اعتدنا منهم محاربة الزعيم العالمي بأكاذيب مضحكة وأحداث وهمية لا وجود لها في الواقع، فقط مجرد قضايا سخيفة وبأدلة مضحكة، مؤكدين لنا مقولة «كل ناجح محارب». فبعد بدايات تدريجية جيدة قدمها كبير آسيا في الموسم الحالي الاستثنائي والحافل بنجوم عالميين لهم ثقلهم في عالم كرة القدم، والتي أثمرت عن صدارته الدوري المحلّي وصدارته في مجموعته في البطولة القارية الآسيوية، ظهرت لنا قضية جديدة، بعد أن قدّم نادي الأخدود احتجاجاً على نادي الهلال بعدم أهلية مشاركة اللاعب علي البليهي لحصوله على أربع بطاقات صفراء في أربع مباريات مختلفة، وذلك بعد خسارة الأخدود في مواجهة الفريقين ضمن دوري "روشن" السعودي، والذي تم رفضه من قبل لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد أن ثبت للجنة حصول اللاعب على (3) بطاقات صفراء فقط. من حق إدارة الأخدود البحث عمّا هو في صالح ناديهم بالطرق الرسمية، ولكن المضحك أن المتعصبين استغلوا الموقف وضخّموا الموضوع وأبحروا في عالم الإنترنت للبحث عن «البطاقة الصفراء الرابعة» ولم يجدوها إلا بلقطات مضحكة لا يمكن للعاقل أن يصدقها، فمثلاً بعضهم أحضر لقطة من مباراة الهلال والفيحاء في الدقيقة 87 والحكم يمسك بيده البطاقة الصفراء وبجانبه لاعب الفيحاء، ويستدل بهذه اللقطة ويطالب بإيقاف اللاعب! والبعض منهم جاء بلقطة من الموسم الماضي بعد تسجيل محترف الهلال المالي موسى ماريغا في شباك الفتح! وبعضهم حاول أن يكون ذكياً أكثر ممن سبق وذكرتهم، فاستدل بلقطة والحكم يشهر البطاقة الصفراء لعلي البليهي مدعياً أن اللقطة كانت في مباراة الفيحاء، والمضحك في الأمر أن حارس الهلال في تلك اللقطة التي وبكل ثقة يجزم أنها لقطة «الأصفر الرابع»، ويطالب بالعدالة من خلالها، يظهر فيها الحارس «ياسين بونو» رغم أن حارس الهلال في مباراة الفيحاء عبدالله المعيوف. جميلة هي المناكفات في عالم كرة القدم وهي موجودة في كل الملاعب العالمية، وجمالها يكمل عندما تكون بقضايا حقيقية وبالحد المعقول التي تكون بعيدة عن التعصب والتشكيك والدخول في الذمم. من حقك أن تبحث عن الحقيقة وتطالب بالعدالة، ولكن ليس من حقك أن تكذب وتفبرك لترضي تعصبك، وتكون بالنهاية أضحوكة فقد قيل: «الصراخ على قدر الألم». أخيراً، نتمنى أن نكون داعمين لهذه المرحلة الجديدة ونواكب التطور التي تشهدها رياضتنا، ونكون مساهمين في وصول رياضتنا للقمة. 1