تبنى الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء رواية إسرائيل التي حملت حركة حماس مسؤولية القصف الذي تسبب بمقتل المئات في مستشفى في قطاع غزة الثلاثاء، زاعما أن حماس لم تجلب سوى "المعاناة" للشعب الفلسطيني. وقال بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تل أبيب "شعرت بحزن عميق وغضب شديد بسبب القصف الذي وقع في المستشفى في غزة الثلاثاء مضيفا، بناء على ما رأيته يبدو أن ذلك تم من قبل الطرف الثاني وليس أنتم". وأضاف "لكن هناك الكثير من الناس يشككون بالأمر وعليه يتعين علينا تجاوز الكثير من الأمور". وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أكدت مقتل 200 إلى 300 شخص" في قصف المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة مساء الثلاثاء واتهمت إسرائيل بالوقوف وراءه. في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن لديه "أدلة" على مسؤولية حركة حماس في القصف الصاروخي الذي طال المستشفى، ورأى الرئيس الأميركي أن "علينا أن نضع في اعتبارنا أن حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني ولم تجلب له سوى المعاناة"، وقال بادين أنه يحث نتانياهو على ضمان "القدرة على إنقاذ الأرواح لمساعدة الفلسطينيين الأبرياء المتأثرين" من الحرب. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق إن إسرائيل وافقت على العمل مع الولاياتالمتحدة لوضع خطة للسماح للمساعدات بالدخول إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا محكما منذ 17 عاما. وأكد بايدن أنه "فخور" بزيارة إسرائيل وأثنى على الشعب الإسرائيلي قائلا "إن "شجاعتهم والتزامهم مذهلان". من جهته أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على منصة إكس الأربعاء أن الوضع في غزة "يصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم، وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا"، مشددا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة، وأضاف "نحتاج إلى دخول فوري لبدء توصيل إمدادات منقذة للحياة". كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن الضربة على مستشفى في غزة والتي أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين كارثة مروعة تشير لضرورة وقف الصراع. ورأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء أن القصف الذي تسبب بمقتل مئات الأشخاص في مستشفى في غزة "جريمة". وقالت زاخاروفا لإذاعة سبوتنيك "نرى حاليا رغبة من جانب إسرائيل في التنصل من كل مسؤولية، إذا كانت هذه المحاولة تشكل نية جادة (...) لإثبات براءتها (...) فلا بد من عرض الحقائق"، ودعت زاخاروفا الولاياتالمتحدة وإسرائيل إلى تقديم صور الأقمار الصناعية للتحقق في مصدر الضربة متهمة الإدارات الغربية بإعطاء الانطباع في ردود فعلها بأن "الضربة حصلت من تلقاء نفسها". وحذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء من أن "تهجير" الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يتسبب بحدوث الأمر نفسه للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة "فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، يعني حدوث أمر مماثل وهو تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن"، وأضاف أنه تصبح "بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ". وأوضح السيسي أن "نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني (..) نقل فكرة المقاومة والقطاع من غزة إلى سيناء"، مشيرا إلى أن شبه الجزيرة المصرية "ستصبح بالتالي قاعدة لانطلاق عمليات ضد اسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها"، وتابع "ويتلاشى بين أيدينا السلام الذي حققناه، في إطار فكرة تصفية القضية الفلسطينية". وأكد الرئيس المصري "إذا طلبت من المصريين الخروج للتعبير عن رفض فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر، سترون الملايين في الشوارع". وطالب الرئيس المصري المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الحرب "لأننا أمام تصعيد عسكري خطر يمكن أن يخرج عن السيطرة". وحول دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر والذي تقطع عنه الإمدادات والخدمات الأساسية ويقطنه 2,4 مليون شخص، أكد الرئيس السيسي أن مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي منذ بداية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرا إلى أن "التطورات على الأرض والقصف الإسرائيلي" تسببا بذلك. وأدانت الجزائر بشدة القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، الذي خلَّف مئات الشهداء والمصابين، وناشدت الجزائر في بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي التدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية التي تنتهك وبشكل صارخ القانون الدولي الإنساني وأبسط القيم الإنسانية. وأدان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، القصف الإسرائيلي الوحشي لمستشفى الأهلي المعمداني، والذي أسفر عن سقوط المئات بين قتلى وجرحى، وأكد المنفي، بأن القصف الإسرائيلي يمثل جريمة حرب وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المدنيين وإيقاف نزيف الدم. كما أدانت وزارة الخارجية اليونانية، الهجوم الصاروخي على مستشفى الأهلي المعمداني، الذي أدّى إلى مقتل مئات الأشخاص. وأعربت في بيان أمس، عن استيائها العميق إزاء الأحداث التي أدت إلى خسائر مؤلمة للغاية في الأرواح البشرية بمستشفى غزة، مشددةً على ضرورة حماية المدنيين وإعلاء القيم الإنسانية. من جهته حث وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الأربعاء على انتظار الحقائق بشأن انفجار مستشفى بقطاع غزة وقال إن الكثيرين قفزوا بالفعل لاستنتاجات. وكتب في منشور على منصة إكس المعروفة سابقا باسم تويتر "الليلة الماضية، قفز كثيرون لاستنتاجات بشأن الخسارة المأساوية في الأرواح في المستشفى الأهلي". وتابع قائلا "فهم ذلك على النحو الخاطئ سيعرض مزيدا من الأرواح للخطر. انتظروا الحقائق وانقلوها بوضوح ودقة. العقول الهادئة يجب أن تنتصر". وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الأربعاء إن الحكومة الإيطالية تعمل على حماية المدنيين وعلى القضايا الإنسانية الملحة وعلى إيجاد "حل سريع" للصراع بين إسرائيل وحماس. وقالت ميلوني في بيان إنها "تشعر بحزن عميق" بسبب قصف مستشفى بغزة قتل فيه مئات الأشخاص، وقالت إن حكومتها تنتظر التوضيح النهائي بشأن ديناميكيات القصف. وفي تركيا اشتبك محتجون أتراك مع الشرطة الليلة قبل الماضية في تظاهرات غاضبة في أعقاب انفجار أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين في مستشفى بغزة، ومن المتوقع تنظيم مسيرات أخرى. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانفجار بأنه "أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية المجردة من أبسط القيم الإنسانية". وسرعان ما وصف مكتب الاتصالات الرئاسي التركي الاتهامات التي أطلقتها إسرائيل بأنها "أنباء كاذبة" على منصة إكس للتواصل الاجتماعي. ورفع الأتراك خلال المسيرات الليلية الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تندد بإسرائيل في ما لا يقل عن 12 مدينة تركية لا سيما أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا دخول مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول أكبر المدن التركية، وقال مكتب رئيس بلدية إسطنبول إن خمسة أشخاص اعتقلوا. وشهد اليوم الأربعاء تواجدا أمنيا كبيرا حول القنصلية، حيث تم نشر مئات من رجال الشرطة ونحو عشر مركبات مزودة بمدافع المياه خلف صف من الحواجز المعدنية. وأجرت الشرطة عمليات فحص هوية لأولئك الذين يطلبون المرور. وقال محللون سياسيون إن انفجار مستشفى غزة قد يكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وأدان عدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الانفجار في مستشفى بقطاع غزة، الذي يتردد أنه أودى بحياة المئات من الأشخاص، كما طالبوا بتوضيح ملابسات الانفجار. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال جلسة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا الأربعاء "مستشفى في غزة، يأوي المئات من المصابين، تحول إلى جحيم"، وأضافت" المشاهد من مستشفى الأهلي مروعة ومحزنة. لا يوجد عذر لاستهداف مستشفى يمتلئ بالمدنيين". ودعت إلى أنه يجب توضيح جميع الحقائق بشأن الحادث، ومحاسبة المسؤولين عنه. وقال ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل " وقوع تفجير في المستشفى، وهو ما لا نعلم من ورائه بعد، تجسيد مروع آخر لما يحدث". وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا " تدمير مستشفى أمر مروع ولا مبرر له، علينا ضمان استمرارنا في تسليط الضوء على ما يحدث".