تواصل هيئة الأدب والنشر والترجمة، تفعيل مبادرة الشريك الأدبي لإشراك المقاهي التي تعمل على إقامة الفعاليات الثقافية والأدبية المتنوعة، حيث استضاف مقهى "سرمدي" في جازان، الشاعر والناقد علي محمد الأمير، في ندوة بعنوان "جولة في مناهج النقد الأدبي القديمة والحديثة والمعاصرة، قدمها وأدارها المتخصص في دراسة النقد والأدب عبد العزيز الطياش، والذي استهل الحديث بالترحيب بضيف الندوة والحضور. وتأتي هذه الندوة ضمن مبادرة الشريك الأدبي، بتمكين من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهي ضمن أهداف وزارة الثقافة لتقريب الأدب والثقافة والشعر من المجتمع بمختلف فئاته وتوجهاته، وتأتي تزامنا مع احتفاء المملكة بعام الشعر العربي. بدأ الأمير بتقديم ورقته مفتتحا بقوله: إن زمن اللقاء لا يكفي للحديث عن منهج واحد من هذه المناهج، لكني سأعرج عليها في عجالة ثم أوضح الفرق بين المنهج النقدي والمدرسة الأدبية، حيث إن المدرسة الأدبية هي الشكل أو النوع الذي ينتمي إليه المنتج الأدبي مثل الكلاسيكية الرومانتيكية. أما المنهج النقدي فهو الأداة النقدية التي تستخدم في قراءة المنتج الأدبي مثل المنهج التاريخي، المنهج الاجتماعي، أو النفسي، أو للسيميائي، أو الأسلوبي، أو البنيوي، أو التفكيكي، إلى آخره. ثم أضاف أن من الخطأ من يقول مدارس نقدية.. كما تحدث عن النقد القديم عند العرب بدءا من العصر الجاهلي حيث قال: كان النقد انطباعيا يخضع للذوق الشخصي كما كان يفعل النابغة الذبياني في سوق عكاظ مع قصائد الشعراء حين تلقى أمامه، وفي عصر صدر الإسلام أصبح المعيار النقدي هو الصدق والحكمة والأخلاق الكريمة. واعتبر الأمير أن النقد في القرن الثاني الهجري أصبح يستند إلى شيء من العلمية بعد ظهور اللغويين، وهكذا عبر القرون بدأت تظهر بعض القضايا النقدية بظهور المعتزلة والتأثر بالثقافة اليونانية والبلاغيين فظهرت قضية اللفظ والمعنى وعمود الشعر والسرقات الأدبية والموازنة بين الشعراء. كما عرج إلى ما كان عليه النقد عند اليونانيين قديما واصفا بقوله: إنه كان انطباعيا إلى القرن الثامن عشر الميلادي، حيث ظهرت المناهج النقدية الحديثة وأولها التاريخي ثم الاجتماعي ثم النفسي. وأفاد أنه في بداية القرن العشرين ظهرت اللسانيات على يد فرديناند دو سوسير، والشكلانية الروسية، ومنهما تشكل المنهج البنيوي إضافة إلى عدد من المناهج المعاصرة كالمنهج للسيميائي والمنهج الأسلوبي وبقية المناهج الحداثية. وأشار الأمير في نهاية محاضرته إلى الحديث عن المناهج النقدية التي جاءت بعد الحداثة كالتفكيكية ونظريات التلقي، وصولا إلى النقد الثقافي والنسوية. وأجاب بعدها على أسئلة الحضور، كما حفلت الندوة ببعض المداخلات من الكاتب والباحث الدكتور إبراهيم أبو هادي النعمي، والباحث والمؤرخ الأستاذ الدكتور علي الصميلي، والأديبة الدكتورة أميمة البدري، والشاعرين زايد حاشد، ويوسف مدخلي. ثم ختم مدير اللقاء عبدالعزيز الطياش بالشكر لفارس الأمسية علي الأمير على محاضرته الراقية والممتعة، كما شهدت الأمسية توقيع الأمير للحضور عددا من أعماله التي صدرت مؤخرا، ومنها كتابه "كواليس المعنى" وديوانه "وجع الياسمين". الأمير يوقع أحد إصداراته