تحولت المملكة إلى لاعب رئيس على مستوى العالم في قطاع الخدمات اللوجستية، منذ إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية عام 2019، وأسهمت هذه القطاعات من خلال نموه السريع في تنويع الاقتصاد، وخلق فرص عمل متنوعة، والمساهمة في تأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة. وأسهم برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في تطوير التشريعات واللوائح لتطوير الصناعة، والارتقاء بالمملكة لتكون دولة رائدة عالميًّا في مجال التعدين، وأُطلق البرنامج لتصبح للمملكة مركزًا لوجستيًّا عالميًّا بكفاءة وجودة وسرعة عالية، بعدما استفادت من الميزة التنافسية التي تتمتع بها، بوصفها نقطة التقاء بين ثلاث قارات. عملت الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تم إطلاقها حديثًا على تأمين سلاسل التوريد العالمية، وتصدير منتجات عالية التقنية إلى العالم، من خلال برامج مثل "صنع في السعودية" الذي يعمل على تعزيز المحتوى المحلي في القطاعات النفطية وغير النفطية، ويمهد البرنامج الطريق للثورة الصناعية الرابعة في المملكة، حيث تُسخّر التقنيات الجديدة لخدمة المجتمع. من جهته ذكر الاقتصادي فهد شرف، أن قطاع اللوجستك سيحوّل المملكة إلى أكبر مركز سلاسل إمداد في القارات الثلاث "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، مؤكدا، التركيز على هذا القطاع العريض من الخطط الطموحة والجسر القادم إلى المستقبل، سيحسّن من أداء الخدمات الأرضية في المطارات والموانئ، وسيسهّل فتح المجال لدخول الاستثمارات الأجنبية وحمايتها، والتعاون مع الدول لعقد شراكات تجارية. إلى ذلك تسهم خدمة الشحن الملاحية الجديدة "INDIA EAST MED"، التي تربط ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بموانئ شرق إفريقيا، وشرق أوروبا، في إحداث نقلة نوعية في صناعة النقل البحري والخدمات اللوجستية، وتعزيز مكانة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وزيادة فرصه التنافسية، وتأكيد ثقة الشركات العالمية والوكلاء الملاحيين في كفاءة الموانئ السعودية، وجاهزيتها المتكاملة وفق أحدث المواصفات العالمية، وقدرتها على استيعاب الزيادة المستمرة في حجم المناولة. يمتلك ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بنية متطورة تساعد القطاع البحري على ممارسة أعماله بكل سهولة ويسر، مما أسهم في تحقيقه أعلى مناولة شهرية في تاريخه خلال شهر يوليو 2023، بمناولة 211.202 حاوية قياسية، كما يرتبط الميناء بشبكة طرق سريعة تربطه بجميع مدن المنطقة الشرقية بالمملكة، إضافة إلى سكة حديدية متطورة تربطه بالميناء الجاف بالرياض، ما يجعله الخيار الأفضل للشركات العاملة في التجارة العابرة للحدود. ومع أعلان الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة "MSC" خدمة الشحن الملاحية الجديدة "INDIA EAST MED"، التي تربط ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بموانئ شرق إفريقيا، وشرق أوروبا، بما يسهم في تعزيز حركة التجارة بين الموانئ السعودية وموانئ العالم. اقتصادي ل"الرياض": سيحوّل المملكة إلى مركز سلاسل إمداد في القارات الثلاث وتأتي هذه الخدمة الجديدة في إطار جهود "موانئ" الرامية لترسيخ مكانة المملكة بصفتها مركزا لوجستيا عالميا، ومحور ربط ثلاث قارات، وتعزيزا لحركة سلاسل الإمداد، وفقا لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، إضافة إلى تحسين تصنيف المملكة على مؤشر الأونكتاد لخطوط النقل البحري. وتعمل خدمة الشحن الجديدة التي انطلقت أسبوعيًا الشهر الماضي 2023 على ربط ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ب13 ميناء إقليميا وعالميا تشمل: نهافا شيفا وموندرا وهزيرا بالهند، وجيبوتي، وإسكندرون ومرسين وألياجا وديرنس وتيكيرداغ في تركيا، وجيويا تاورو الإيطالي، وجبل علي وأبو ظبي بالإمارات، وصحار العماني، وذلك بعدد سفينة واحدة تبلغ طاقتها الاستيعابية 13000 حاوية. يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، تهدف لترسيخ مكانة المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا يربط القارات الثلاث، والارتقاء بخدمات ووسائل النقل كافة، وتعزيز التكامل في منظومة الخدمات اللوجستية وأنماط النقل الحديثة لدعم مسيرة التنمية الشاملة في المملكة. تركز الاستراتيجية على تطوير البنى التحتية، وإطلاق العديد من المنصات والمناطق اللوجستية في المملكة، وتطبيق أنظمة تشغيل متطورة، وتعزيز الشراكات الفاعلة بين المنظومة الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق أربعة أهداف رئيسة هي: تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، والارتقاء بجودة الحياة في المدن السعودية، وتحقيق التوازن في الميزانية العامة، وتحسين أداء الجهاز الحكومي. تستهدف الإستراتيجية النهوض بالمملكة لتصبح في المرتبة الخامسة عالمياً في الحركة العابرة للنقل الجوي، وزيادة الوجهات لأكثر من 250 وجهة دولية، إلى جانب إطلاق ناقل وطني جديد، بما يمكن القطاعات الأخرى مثل الحج والعمرة والسياحة من تحقيق مستهدفاتها الوطنية، وإضافة إلى ذلك ستسعى الإستراتيجية إلى رفع قدرات قطاع الشحن الجوي من خلال مضاعفة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 4.5 ملايين طن. وعلى صعيد النقل البحري، تستهدف الاستراتيجية الوصول إلى طاقة استيعابية تزيد على 40 مليون حاوية سنوياً، مع ما يعنيه ذلك من استثمارات واسعة في مجال تطوير البنى التحتية للموانئ وتعزيز تكاملها مع المناطق اللوجستية في المملكة، وكذلك توسيع ربطها بخطوط الملاحة الدولية؛ بحيث تتكامل مع شبكات الخطوط الحديدية والطرق، مما يسهم في تحسين كفاءة خطوط منظومة النقل واقتصاداتها.