هيهات من يعتبر هيهات ماتوا هل الصدق والديني شفت الروادو مع الشنطات حطن بصدر الدواويني في خمسينات وستينات القرن الميلادي الماضي كان اقتناء الراديو لا يزال رجس ومعصية ومخالفة شرعية واجتماعية لا تغتفر حتى وصف من ادخله بيته وكأنه ادخل امرأة عاهر وكانوا ينطقونها بلفظ أكثر قساوة يظهر فيه كمية الرفض والغضب العارم. وفي خضم المعركة للقضاء على هذه الآفة الاجتماعية والأخلاقية كما كانوا يعتبرونها. انفتحت جبهات جديدة مع ظهور الشنطة الاسم الذي اطلق على مشغل الأسطوانات (البيكب) – السيديات باللفظ المعاصر وتبعه المسجل او جهاز التسجيل الذي عد ثالث البدع التي اعتبرت من أخطر مهددات الاخلاق ونشر الفساد والانحراف. كانت الجبهة الأقوى في المعادلة كانوا رجال الحسبة ومن ضمنهم (النواب) الذين يساندهم غالبية المجتمع كذلك الجهات الاعتبارية كون من يمثلها هم أيضا من النسيج العام لمجتمعهم إلا أن الحسم دائما ينتهي إلى إما جماعة الضغط أو المشايخ والقضاة الذين يملكون حق إصدار العقوبة والحبس والتأديب مباشرة كذلك النفي من البلد أو التغريب وهذه أقسى العقوبات التي يلجأ إليها عند ما يخشى من المتهم أن يكون وسيلة لنشر ممارسات دخيلة ومفاسد عامة تخالف العادات والقيم المتعارف عليها. في سنة 1381ه لاحظ أهالي قرية في أحد أقاليم الوسطى توجه بعض صبيان البلدة خصوصا طلاب المدراس خفية إلى إحدى مزارع النخيل المجاورة بعضهم ينسحب من فراشه ليلا ولا يعودون إلا في السابعة ب (التوقيت الغروبي) وتعادل الثانية صباحا على وجه التقريب عند ما أرادوا التحقق عرفوا أنهم يتوجهون إلى ما اسموه ملهى ليلي يجتمعون فيه على آلة تسجيل كانوا يستمعون من خلالها لبعض الأغاني الشعبية التي لا تبث في الإذاعة فثارت ثائرة البلدة وكتب أحدهم لشيخ أو قاضي البلدة بلاغاً مليء بعبارات التجييش وجاء نصاً: بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب الفضيلة شيخنا الجليل ......... حفظه الله تعالى: بعد التحية والإجلال: الموجب لتحريره هو تنبيه فضيلتكم على ما حدث هذه الأيام في هذه البلدة من وسيلة خبيثة لتفشى الشر والفساد في هذه البلاد وهو وجود الآلة الخبيثة اللعينة التي تسمى مسجلا فقد أورده المدعو (.....) بال (....) وجعله في نخله يعكف عليه الشباب والسفهاء حتى السابعة ليلا وقد حذرنا بعض من يسهر عنده من طلاب المدرسة عن حضوره ولكن لم ينفع التحذير بل سحر عقول الطلاب الذين يشاهدون هذه الملهيات اللعينة حتي إن الطالب الذي يحضرها يحضر إلى المدرسة وقد نسى ما حفظه من دروس والعجيب في ذلك أن هذه الملهيات ممنوع استعمالها في الرياض منعا كليا ولا تستعمل إلا في خفية شديدة وفي هذه البلدة يستعملها هذا الرجل علنا ويدعو إليها الشعراء ليسجلوا أشعارهم الحربية و ..... والسامري وأنواع الأغاني القبيحة. يا فضيلة الشيخ إنني أعرف هذه البلاد منذ أكثر من عشر سنوات وقد كانوا ينفرون من الراديو نفور الغنم من الذئب والآن أخذ الشر يتفاقم حتى ألفوا المسجل الذي ليس فيه أدنى فأئدة سوى اللهو والاجتماعات التي قد تؤدي إلى ما هو أشر من ذلك، والعجب أن من يطلق عليهم اسم النواب يعلمون ذلك ولم يغاروا للدين والوطن وأداء لواجبهم. وإذا رغب فضيلتكم التثبت عن صحة ما ذكرت فليقف مندوبكم على مكان الملهى في الساعة الرابعة وحتى الساعة السابعة ليلا وليشاهد المنكر بعينه. جعلكم الله ممن ينصر الحق ويدحض الباطل والله يرعاكم. حرر في 12/ 10 / 1381ه رادو قديم بشتخته من أقدم مشغل الاسطوانات بلاغ عن ملهى ليلي مسجل ريل