الأدب الشعبي هو فرع من فروع العلوم الإنسانية تشير إلى مظاهر الحضارة لشعب من الشعوب، يشكل هذا النوع من الأدب بطاقة هوية الشعوب لفهم الحضارات المختلفة التي مرت بها الإنسانية عبر تاريخها الغابر. يعتمد الأدب الشعبي على الخيال وتشخيص الكائنات والحيوانات والأغوال التي عادة ما يسند إليها دور البطولة، فهي تعقل وتتكلم وتتصرف مثل البشر، كما يعتمد هذا النوع من الأدب على اللغة العامية اللهجية المتحررة من قواعد اللغة العربية. الأدب الشعبي الذي يعبر به الشعب عن مشاعره وأحاسيسه أفراداً وجماعات، فهو من الشعب إلى الشعب، يتطور بتطوره، وهو غذاؤه الوجداني الذي يلائمه كل الملاءمة وليس ينفعه غيره، وهو يمتاز من سواه بسمات نجدها في سائر أنواعه وأقسامه التي تتناقلها الأجيال. يتناول هذا الأدب مختلف المواضيع الحياتية الاجتماعية والأخلاقية والسياسية في قولبة خيالية عجائبية تلمس الواقع في البعض من جيناتها، ويسجل أحوال الأمم ويجمع بين دفتيه حياة الأمم وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، وهو الأدب الذي يبحث في كل حرف وسطر من أسطره عن خبايا وممارسات هذه الأمم، وبذلك أصبح الأدب الشعبي حلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر. الأدب الشعبي هو ذلك الأدب الذي أنتجه الشعب يولد من رحمه ويعبر عن مختلف قضاياه الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية عن طريق مختلف أشكاله التعبيرية الشعبية كالأسطورة والملحمة والسير الشعبية والحكايات العجائبية والأمثال والألغاز والنكت وغير ذلك بلغة عامية وأسلوب بسيط يلج العقول والقلوب. الأدب الشعبي جزء كبير من المأثورات الشعبية، ويتّسم بكل ما تتسم به المأثورات الشعبية من العراقة والتلقائية الظاهرة، وغلبة العرف، ووجود المضامين الثقافية، إلى جانب المرونة في التطوّر والجهل بمؤلف النص في معظم الأحيان، ومعنى شعبيته أنه ينتمي إلى الشعب وحده بما له من تراث وتقاليد وعادات. هذا الشعب الذي يتكوّن من أفراد تربط بينهم ربطاً قوياً صفة الجماعية يستقبل تراثه بما فيه من عادات وتقاليد وأغنيات ورقصات وقصص، فيتسلمه كتلة واحدة، يحافظ عليه ويعمل على إضافة الجديد إليه مما قد يكون له صدى للأحداث المعاصرة. يفتح الأدب الشعبي آفاق ارتياد عطاء إنساني عريض كان له دوره المميز في إغناء الأدب العربي ومنح الحضارة العربية هويتها الإنسانية، كانت حصيلته مادة واسعة وغنية تنقلت شفاها، واستجابت إلى حاجات إنسانية متنوعة تباينت بتباين الشعوب والعصور، وهذا ما يسمى اليوم بالأدب الشعبي، فالأدب الشعبي هو الرابط الحيوي بين الماضي والحاضر والمستقبل، لأفراح الإنسان وأحزانه، ولعقله الباطني، والمعين لفهم إنسانيته، وللوعي بأهمية مشاركته فعل الحياة مع أخيه الإنسان.