بمناسبة اليوم العالمي للمعلم أكتب لكم يا طلابي أولا لأقول لكم: إني أحمد الله أن كنت محظوظا باشتغالي بالتدريس لمدة تقارب ال(11 سنة) معلما في المرحلة الابتدائية، لمواد الاجتماعيات، ثم لمادة اللغة العربية حينما كانت فروعا، حتى شرفت بانتقالي بعد ذلك للعمل مشرفا تربويا للصفوف الأولية لمدة 20 سنة؛ لأبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل التربوي. أكتب لكم اليوم (بمناسبة اليوم العالمي للمعلم) الذي يوافق (الخامس من شهر أكتوبر من كل عام) فقد اعتدنا أن نكتب للمعلم ونستذكر فيه فضل من علمونا، فقد علمونا وربونا، ولا نملك ونحن نستذكرهم إلا الدعاء لهم، بأن يجزيهم الله خير الجزاء على ما قدموه لنا ولدينهم ووطنهم ومجتمعهم. أكتب لكم يا طلابي لأقول: أحمد الله أن عملت معكم وبينكم في ميدان التعليم، مهنة الأنبياء والرسل وهي مسؤولية عظيمة، وشرف كبير لمن عمل مخلصا، وأقول: لقد حاولت أن أجتهد في عملي وأطور من أدواتي وأنمّي خبراتي بالقراءة والمطالعة، لأكسب المزيد من الخبرات والتجارب للنجاح في رسالتي. كنت أفرح حين أراكم تكتسبون معالي الأدب، وترتقون في مراتب العلم، وتتبوؤون المناصب الوظيفية لرفعة وطنكم، في ظل قادتنا في وطن الأوطان قبلة كل مسلم، ومهوى فؤاده الذي منه أشرقت شمس الإسلام، لتنير الدنيا بسماحته وعدله وقيمه. كنت أفرح حين أقرأ جهدي المتواضع في قسمات وجوهكم كل صباح، واستقبلها في براءة ابتساماتكم، وأحسها في حلو حديثكم وردود أفعالكم وأنتم تقابلونني فأسعد عندما أجد تربيتكم وتعليمكم آتت ثمارها فانعكست على سلوكياتكم، وأدبكم، وتعاملكم وعلمكم. يا طلابي: قد أكون قسوت عليكم بعقابكم، أو عبست في وجوهكم، أو صرخت منفعلا عليكم، فاعلموا أن كل ذلك لم يكن إلا من أجل مصلحتكم، من فرط حرصي عليكم، ومن محبتي لكم، وقد قيل: قسا ليزدجروا ومن يكُ راحماً فلْيَقْسُ أحياناً على من يرحمُ فسامحوني، فما أنتم إلا (بمنزلة أبنائي) فلم يبقَ في رحلة عمري أكثر مما مضى، ولا تنسوني من دعائكم.. أما زملاء المهنة المعلمون فأقول لكم كلمة في يومكم العالمي: اعملوا بإتقان، وتزودوا من المعارف ما يطور مهاراتكم التدريسية، وينمي أدواتكم التعليمية، فطالب اليوم يختلف في ظروفه عن طالب الأمس، فالمتغيرات الحياتية تتطلب منكم بذل جهود تعليمية وتدريسية وتربوية ومهنية أكبر، كي تقوموا بدوركم خير قيام. وفي الختام: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. ورحم الله معلمينا وجزاهم عنا خير الجزاء نظير ما قدموا لي ولأقراني أبناء جيلي من جهود كبيرة.