بالعدد (13607) وتاريخ 21/8/1426ه ومن أجل النهوض بالتعليم بادرت جريدة «الرياض» مشكورة بذكر حادثتين، الأولى: أعفت وزارة التربية والتعليم مشرفين تربويين ومدير مدرسة ثانوية في تعليم محافظة الأفلاج تقدموا بشكوى ضد مدير تربية الأفلاج واتهموه بالتسيب وحجب المراجعين وتحويلهم إلى وظيفتهم الأساسية - معلم -. الثانية: أمر معالي نائب وزير التربية والتعليم بتكوين لجنة وزارية مهمتها إعادة هيكلة الإشراف التربوي في تعليم الأفلاج - وهذه خطوة تصحيحية رائدة وجريئة تشكر عليها الوزارة فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والشاعر الحازم يقول ناصحاً: وقسا ليزدجروا ومن يكُ راحما فليقس أحياناً على من يرحم ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وحيث لم تربطني بسعادة مدير التربية والتعليم بمحافظة الأفلاج الأستاذ محمد العسكر تجارة ولا زمالة ولا نسب فإنني أقول وبقوة ومن واقع مراجعتي له خلال عامين مضيا فقد وجدت بأن المذكور قلبه وبابه مفتوحان للجميع مع أنه يدير ضرتين جائرتين هما تعليم البنين والبنات ويعمل فوق طاقته وجهده وأيضاً يتعامل مع جمهور غفير ومعظمه لا يفهم ولا يرحم ومع هذا فقد كان خير سفير للوزارة وأحسبه والله حسيبه انه قد انزل الناس منازلهم وتعامل مع الجميع بتواضع وخلق رفيعين حتى ولو لم يحقق للناس جميع مطالبهم وأنا واحداً من هؤلاء، وبعد هذا وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن ما حصل من بعض مشرفي تعليم الخرج وغيرها من المناطق من قصور وتقصير انما هو تذكير وتحذير يدعو إلى التطوير والتغيير عملاً بقول الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ومن خلال إقدام معالي نائب وزير التربية والتعليم على إعادة هيكلة الإشراف التربوي بتعليم الأفلاج فإنني من الميدان ومن واقع الخبرة والتجربة العمليتين أدعو معاليه إلى التغيير وإصدار اللوائح والأنظمة الجادة والجديدة التي تضبط وتنظم عمل الإشراف التربوي بكل من الوزارة والإدارات التعليمية ومراكز الإشراف التربوي وذلك وفق ما يلي: أولاً: إلزام المشرف التربوي بأن يكون عمله ودوامه «مقيماً» بالمدرسة ويدخل ويخرج مع الطلاب لكي يعرف آمالهم وآلامهم ومشاكلهم، وليتأسى بمدير المدرسة الذي يقوم بأعباء ويتعامل مع أعداء لا تتحملها الجبال الراسيات، وليواسي المعلم المخلص الذي يقوم بتدريس (24) حصة من المهد إلى اللحد ومهما كانت ظروفه وسنه، وأيضاً لكي يعمل ويتعلم من الميدان فيستفيد ثم يفيد ويرى بدل أن يسمع ويعمل بدل أن يكتب وهذا كله بعيد عن التقارير المحبرة والورش الميتة والاجتماعات العقيمة وفي الوقت نفسه حفظاً للوقت ومنعاً للبطالة وليكون الميدان هو الخصم والحكم. ثانياً: إصدار نظام محدد وجاد يتم توجيهه بقوة النظام إلى مسمى عمله الأساسي معلماً أو مديراً ووفق قدراته عملاً بالعدل وتحقيقاً لعدة مصالح وبالوقت نفسه منعاً للعجز والكسل والتآكل والتواكل وحتى لا يتعفن المشرف في مكان واحد ثم يفسد ويفسد. ثالثاً: أن يتم وضع شروط وضوابط محددة وسنوات معينة لمن يرشح مشرفاً بحيث يكون مارس جميع الأعمال المدرسية بعدد من المراحل وأن يدخل البيوت من أبوابها ثم يتسلق السلم التعليمي درجة درجة ووفق زمن وعمل مسلسلين ومحددين بحيث يكون معلما فوكيلاً فمديراً وبعد عامل السن وكسب الخبرة والتجربة يشترط عليه أن يكون مبدعاً ومتميزاً وعندما نعلم بواقع المشرفين ثم نبادر بمداواة جروحهم فإنه يكون لنا بعد عون الله تعالى القدرة على تربية وتعليم جيل سوي وقوي ومجتمع مترابط تحوطه المحبة والسعادة. والله من وراء القصد،،،