قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، من خلال إصرارها على سياسة القتل والاقتحامات لمدننا وقرانا ومخيماتنا. وأضاف أبو ردينة في لقاء مع تلفزيون فلسطين الحكومي، الليلة الماضية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية تتحملان المسؤولية عن الجرائم الخطيرة، التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستعمرون في الأرض الفلسطينية كافة، وآخرها هجوم المستعمرين على المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم في بلدة حوارة جنوب نابلس، وإعدام أربعة شبان في طولكرم وحوارة، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا بلا هوادة على الشعب الفلسطيني، وعلى مرأى من العالم، مؤكدًا أن هذه العدوان الإسرائيلي المتواصل لن يثني الفلسطينيين عن مواصلة نضالهم المشروع وتمسكهم بثوابتهم وحقوقهم، حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، و"إما السلام للجميع أو لا سلام لأحد وإما الأمن للجميع أو لا أمن لأحد". وأكد أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ستتخذ إجراءات وخطوات في المحافل العربية والدولية، وعلى المستويات كافة، لمواجهة عدوان الاحتلال المستمر. من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات الجريمة البشعة، التي ارتكبها مستعمر حاقد وعنصري بإطلاق النار وقتل المواطن الشهيد لبيب ضميدي (19 عاما) في حوارة، ليرتفع عدد الشهداء خلال أقل من 24 ساعة إلى 4 شهداء. واعتبرت الوزارة، في بيان لها، وصل "الرياض" نسخة منه، هذه الجريمة امتدادا لجرائم واعتداءات ميليشيات المستعمرين المنظمة والمسلحة ضد أبناء شعبنا. كما أدانت الوزارة بشدة تفاخر الوزير الفاشي بن غفير المتواصل بشأن حرية تنقل المستعمرين في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، كونها حسب ادعائه أهم من حياة الفلسطينيين، واعتبرته غطاء إسرائيليا رسميا لهذه الجريمة. وتساءلت: ماذا كان يعمل المستعمر في حوارة؟ ولماذا جاء يحمل سلاحه؟ وأين جيش الاحتلال في هذه الحالة؟ مضيفة أنها "أسئلة لا تدع مجالا للشك أننا إزاء جريمة قتل متعمد، وأن المستعمر حضر إلى أرض فلسطينية محتلة وبلدة يقطنها فلسطينيون حاملا سلاحه بهدف القتل، ولم يتم منعه من قبل جنود الاحتلال رغم معرفتهم بنواياه المسبقة، كما حصل في حالات سابقة في حوارة وغيرها، بما يؤكد أن جيش الاحتلال شريك بارتكاب تلك الجرائم كما هو حال المستوى السياسي في دولة الاحتلال". ميليشيات مسلحة وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها، وطالبت بضغط دولي وأميركي حقيقي لإجبار الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة على تفكيك ميليشيات المستعمرين المسلحة، ووقف مصادر تمويلها ورعايتها وإسنادها، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف الاستعمار وبناء البؤر العشوائية التي أصبحت قواعد ارتكاز لعناصر الإرهاب اليهودي. وكان عشرات المستوطنين، قد هاجموا مساء الخميس، الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم في بلدة "حوارة" بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر محلية إن مكبرات الصوت في المساجد، دعت للخروج والتصدي لاعتداءات المستوطنين. وانتشر عشرات المستوطنين، على الطريق الرئيس في البلدة، وسط أعمال عربدة واستفزاز، ومحاولات للاعتداء على المواطنين ومنازلهم، بحماية من جنود الاحتلال. ونصب عضو "الكنيست" الإسرائيلي المتطرف تسفي سكوت، خيمة وسط البلدة، بذريعة تأمين الحماية للمستوطنين. واندلعت مواجهات بين الشبان الذي خرجوا للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، والمستوطنين وجنود الاحتلال المدججين بالأسلحة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. بدروه قال المتحدث باسم "الجيش الإسرائيلي" أنه "تقرر إغلاق المحلات التجارية في حوارة، لغرض تعزيز التقييمات الأمنية في المنطقة، وذلك بالتزامن مع تعزيز الإجراءات الأمنية" حسب زعمه. يذكر أن شابا فلسطينيا، استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة "حوارة" بعد تنفيذه عملية إطلاق نار، قبل احتجاز جثمانه واختطافه في وقت لاحق. من جهة ثانية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، فرض الإغلاق على الضفة الغربيةالمحتلة والمعابر مع قطاع غزة المحاصر يومي الجمعة والسبت، وذلك بحجة عيد "بهجة التوراة" (سيمحات توراة). وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن الإغلاق تقرر بناء على "تقييم الوضع الأمني وقرار المستوي السياسي". وأضاف أن الإغلاق يبدأ "من منتصف ليلة الخميس - الجمعة 6 أكتوبر الجاري؛ أما رفع الإغلاق سيتم في منتصف ليلة السبت - الأحد 7 أكتوبر". وبحسب البيان، فإن رفع الإغلاق سيتوقف على "تقييم الأوضاع". وزعم الاحتلال أنه "خلال مدة الإغلاق سيسمح بمرور الحالات الإنسانية الطبية والاستثنائية بعد موافقة منسق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة. ونهاية الأسبوع الماضي (يومي الجمعة والسبت)، جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقها للمعابر الفلسطينيةوالضفة الغربيةالمحتلة بحجة عيد "العرش". مقاوم يركل قنبلة مسيلة للدموع خلال مواجهة مع قوات الاحتلال (رويترز)