تشهد كيانات الذكاء الاصطناعي اليوم تطورا متسارعا في بيئة الأعمال أو حتى في مجالات الحياة إن صح التعبير ونسطيع القول إننا نعيش في واقع حقيقي وافتراضي ملموس في ذات اللحظة، حيث بأننا نكاد أن لا نفرق بين الأعمال التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي من الأعمال التي تنشئ من فعل الإنسان نفسه. في بداية الأمر دعني عزيزي القارئ أخبرك عن ماهية الذكاء الاصطناعي AI بصورة مبسطة: هي برامج ذكية تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها مثل القدرة على التعلم والاستنتاج وردة الفعل بشكل ذكي لم تكن مبرمجة عليها من قبل (دريكسلر)، يعني بأن هناك ولادة لنوع جديد يسمى بالآلات العاقلة وذلك بمنظور علماء المستقبل. *السؤال هنا ما المخاطر التي قد تنشئ من استخدام الذكاء الاصطناعي؟ * من أسوأ الاحتمالات والسيناريوهات التي من الممكن حدوثها هي فقدان السيطرة على كيانات الذكاء الاصطناعي لأنها تعمل بشكل ذاتي، فعلى سيبل المثال انتهاك الخصوصية للأفراد أو القيام بسرقة الملكية الفكرية وذلك عبر مواقع القرصنة الموجودة في الشبكة العنكبوتية ناهيك عن ال GPT chat الذي وبكل أمانة يعتبر أحد كيانات الذكاء الاصطناعي المفيدة لكل الباحثين إلا أنه يعمل بطريقة غير مشروعة. أما عن جرائم الاحتيال التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي فحدث ولا حرج أولاها هو تعزيز التخمين في كسر كلمات المرور الذي يتم في غضون بضع ثوان والتجسس على الأفراد والشركات والوصول إلى المعلومات الأكثر سرية والعبث بها من خلال نشرها أو تعديلها وليس هذا فحسب بل يتم استخدام الربورتات في عمليات السرقة والاحتيال المالي. السؤال الذي يطرح في الآونة الأخيرة خصوصا في مجال القانون الجناني هو: هل من الممكن أن تصدر المحاكم الجزائية حكما قضائيا ضد أحد كيانات الذكاء الاصطناعي لقيامه بإحدى الجرائم المعلوماتية؟ التي قام بها من تلقاء نفسه ومن دون أي تدخل بشري؟ وهل له الحق في طلب الاستئناف أو إعادة النظر وهل يحق له بأن يؤكل محام للدفاع عنه أمام المحكمة أسئلة قد تجدها للوهلة الأولى أنها خيالية وشيء من الخرافة لكن في حقيقة الأمر هذا هو الواقع الذي يجب أن نجد له حلولا قضائية وبأن تكون هناك صياغة لقوانين جديدة في القانون الجنائي في مواجهة الجرائم التي تصدر من خلال الذكاء الاصطناعي. أخيرا في وجهة نظري أرى بأن صناعة هذه الكيانات الذكية AI التي تتم من خلال علماء البرمجيات الحاسوبية بحاجة إلى عدة مجالات أخرى يكون لها دور في هذه الصناعة كمجال القانون والأخلاق وعلم الاجتماع وغيرها لتقنين عمل هذه الألات الذكية. تنويه كاتب هذه المقالة قد يكون هو الروبورت نفسه. علي حسن حسون