في كل عام يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمعلمين في 5 أكتوبر سنوياً منذ عام 1994، حيث يهدف إلى ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع، ودعم المعلمين في مساعدة وتدريس المتعلمين والنهضة بالمنظومة التعليمية، وجاء شعار منظمة اليونسكو لهذا العام 2023 تحت مسمى «المعلمون الذين نحتاج للتعليم الذي نريد: التغلب على نقص المعلمين ضرورة عالمية»، فالاحتفاء بالمعلم رسالة تدوم من جيل إلى جيلٍ آخر ونور يشع من المعرفة والتربية الحسنة. حيث يقول الشاعر محمد رشاد الشريف "يا شَمْعَةُ فِي زَوايا الصَفُّ" تَأْتَلِقُ... تُنِيرُ دَرْبَ المَعالِي وَهِيَ تَحْتَرِقُ".. فإكرام المعلم والاحتفاء به هو إكرام للأمة.. حيث جاء اهتمام الدول باحتياجات المُعلم وسبل تطويره بدرجة كبيرة، مما ينعكس على أداء التلاميذ ومستوى تحصيلهم الدراسي. وهذا ما أكدت عليه منظمة اليونسكو في هذا اليوم بالتركيز أكثر على تلبية احتياجات المعلمين في عصر مجتمعات المعرفة وتكنولوجيا التعليم والثورة الرقمية، والتي أصبحت تلعب دوراً مهماً في تعليم التلاميذ في المدارس. وكذلك مواجهة النقص في أعداد المعلمين من خلال جعل مهنة التدريس أكثر جاذبية للمعلمين، مع أهمية دعمهم في الجانب العملي والعلمي، مما يحقق أعلى مستويات النجاح الذي يُحفز المزيد من المعلمين لتقديم أداء أفضل في البيئة المدرسية، والذي من شأنه يقود إلى تحصيل معرفي ومهاري فاعل ومتميز لجميع التلاميذ. فقد قامت مملكتنا الغالية بجهود حثيثة ومتميزة على مدار عقود مضت من أجل التطوير المهني المستمر للمعلمين الأكْفَاء. وقد كان نتاج ذلك حصول المملكة العربية السعودية على عدد من الجوائز والإنجازات الوطنية والمراكز المتقدمة في مجال التعليم والتعلم. فعلى سبيل المثال وليس الحصر؛ ما حققه طلبة المملكة مؤخراً بحصولهم على المركز الثاني عالمياً بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وحصدهم على 27 جائزة خلال مشاركتهم في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف" 2023 الذي أقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الفترة من 13-19 مايو. فما أشدّ سعادة المعلم، وهو يرى غراسه قد أينعتْ فخراً وعزاً وتميزاً.. فالارتقاء بالمعلم هو ارتقاء بتلاميذه وطلبته في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية. فهنياً لنا بكل معلم ومعلمة على هذا الوطن المعطاء السخي. * وكيل كلية التربية للدراسات العليا والبحث العلمي