القرن الواحد والعشرون سيكون قرن السعودية بمشيئة الله. دولة تبهر العالم بإنجازاتها داخل الوطن، وفي المنطقة، وعلى مستوى العالم. دولة قوية وغنية، وعلى رأسها قيادة حالمة تتحلى بالشجاعة والحكمة، والعدل أساس بناء الأوطان.. النجاح يفتح الشهية إلى المزيد من النجاح، على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد. من كان يصدق أن دولة بحجم سنغافورة ستصبح بهذه القوة الاقتصادية والعلمية والنظافة والجمال، بلد بحجم مزرعة كبيرة، تغطيها المستنقعات وينهش في سكانها البعوض والفقر، ويفرح أعضاء البرلمان الماليزي حين تعلن انفصالها عن ماليزيا في منتصف الستينات، كانت دولة بلا مقومات، لكن القيادة الواعية والمالكة للرؤية بقيادة الدكتور "لي كوان يو" جعلتها ما هي عليه اليوم، الثانية في مستوى دخل الفرد في العالم، وهكذا عملت قيادة الميجي في اليابان، والجنرال بارك في كوريا الجنوبية، والرئيس شي جين بينغ في الصين، قادة اهتموا بالتعليم، وحاربوا الفساد ونهضوا بالاقتصاد وأخرجوا مئات الملايين من السكان من دائرة الفقر، وها هي المملكة اليوم تتقدم بكل ثقة لتأخذ مكانها اللائق بين الأمم. يقال إن معرفة الرجال تجارة، كما أن معرفة معادن الرجال فراسة أيضاً. لقد رأى الملك سلمان في ابنه محمد، ومنذ صغره سمات الشجاعة والرأي السديد والذكاء والفطنة، فتنبأ له بمستقبل باهر، وتعهده بالنصح والتعليم والتدريب بالمجالسة، وكما قيل "المجالس مدارس"، وهل أفضل من مدرسة سلمان، وهو الذي تربى في مدرسة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وعاصر كل الملوك من بعده. اليوم يتبوأ ذلك الشاب قيادة سفينة الوطن في بحر متلاطم، وأجواء عاصفة وعالم مضطرب، إلى موانئ آمنة، ومحطات جديدة، وبتوجيه وتمكين من الملك سلمان -يحفظه الله-. المملكة ومنذ وحّدها المؤسس -رحمه الله- وهي تتمتع بالأمن والرخاء، وفي السبعينات بدأت بوضع الخطط الخمسية بأهدافها الجميلة، أكثرها يكرر كل خمس سنوات، لكن لأسباب كثيرة لم تتحقق، اليوم للمملكة رؤية تمتد لأكثر من عشر سنوات، تتحقق أهدافها ومستهدفاتها قبل موعد انتهاء تاريخها. في مقابلة ولي العهد الأمير محمد مع كبير مذيعي محطة "فوكس نيوز"، كان واضحاً في كل أجوبته. فالعلاقة مع أميركا قوية وتاريخية منذ ثمانين عاماً، علاقة أساسها المصالح المشتركة، ومن أجمل ما قاله الأمير محمد هو حتمية التغيير المستمر، ومنه المراجعات المستمرة للأنظمة والقوانين. وقد أشاد المحللون بشخصية الأمير محمد، ووصفوه بالقائد الاستثنائي، قائد سيأخذ المملكة بكل ثقة إلى فضاءات بعيدة وجديدة. اليوم أصبحت المملكة في سباق مع الزمن، والنجاح أغراها لرفع سقف طموحاتها، فأصبح بعد الرؤية 2030، رؤية أعلن عنها الأمير في المقابلة هي 2040. فكما كان القرن العشرون هو قرن كوريا وسنغافورة وتايوان وهونغ كونغ، فالقرن الواحد والعشرون سيكون قرن السعودية بمشيئة الله. دولة تبهر العالم بإنجازاتها داخل الوطن، وفي المنطقة، وعلى مستوى العالم. دولة قوية وغنية، وعلى رأسها قيادة حالمة تتحلى بالشجاعة والحكمة، والعدل أساس بناء الأوطان. اليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني الثالث والتسعين، نشعر أكثر من أي وقت مضى بالثقة والأمل في مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا. اليوم نرى بكل وضوح أن ما تحقق خلال ثماني سنوات من حكم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد لا يمكن أن يتحقق خلال عقود لولا توفيق الله ثم شجاعة القيادة ومتابعتها وحسن اختيارها للوزراء ورؤساء الهيئات والقادة والمستشارين. اليوم لدينا أسباب كثيرة للتفاؤل من أهمها: أولاً، القيادة الواعية والمخلصة هي الشرط المهم لقيادة الشعوب إلى السلام والرخاء والتعاون الدولي. ورغم أن القيادة تبدو سهلة وفي متناول كل مسؤول، إلا أنها في الحقيقة نادرة الحدوث على مستوى الدول، فالقادة الأفذاذ على مستوى العالم يعدون على الأصابع في كل قرن، وها هو الأمير محمد يحجز مكانه اللائق من بين قادة القرن الواحد والعشرين. ثانياً، يقال إن النجاح العظيم الذي يحققه القائد هو عندما يحقق الانتصار دون معارك دامية، وها هي المملكة تتعامل بحكمة مع كل ملفات المنطقة، وتحقق الانتصارات في منطقة مضطربة وغير مستقرة. فبالأمس تمت المصالحة مع إيران، وعادت العلاقات إلى طبيعتها، وأزمة اليمن في طريقها إلى الحل الذي يصب في مصلحة الشعب اليمني. وغداً بإذن الله سيتحقق السلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط، لينعم الفلسطينيون بالسلام والعيش الكريم، ومنحهم حقوقهم المشروعة، إضافة إلى المحاولات المستمرة لوقف الحرب في السودان، وفي أوروبا بين روسيا وأوكرانيا. ثالثاً، المشروعات الاقتصادية العملاقة داخل المملكة والتي يعلن عنها تباعاً دليل واضح على عزم القيادة تنويع مصادر الدخل، والقضاء على البطالة والفقر بأنواعه. والمشروعات المشتركة مع دول العالم لربط الدول مع بعضها عن طريق موانئ المملكة وطرقها البرية بأنواعها، كالطريق الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا مروراً بالمملكة دليل على ذلك. سفينة الوطن تبحر بكل ثقة واقتدار، وما أجمل أن تكون أحد ركابها، تستمع برحلتها الجميلة، تنظر للأفق البعيد، وتنتظر كل صباح إشراقة يوم جديد. * لواء طيار (م) عبدالله السعدون