لا شك أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في عامها 93، تبقى خالدة وراسخة لمرحلة مهمة من مراحل البناء والوحدة والنماء التي وضع أسسها القوية ودعائمها المتينة على أرضية صلبة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، الذي استطاع بحكمته وحنكته وبعد نظره واستشرافه للمستقبل، وقبل ذلك إيمانه الراسخ أن يضع قواعد هذا البناء الرشيد ويشيد منطلقاته وثوابته مستمداً عزيمته وقوته من الله عز وجل. ولا مناص، تأتي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا ونحن ننعم فيها بثمرة النهج القويم الذي سار عليه ولاة أمر هذه البلاد المباركة واستلهموه من والدهم المؤسس والموحد إلى العهد الحالي الميمون بقيادة ملك العز والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث استطاعوا بفضل من الله وما يحظون به من حكمة وبصيرة ورؤية استشرافية مكنتهم من قيادة هذا الوطن العظيم إلى بوابة التقدم والتطور والازدهار في كل المجالات الحياتية. خاصة أن مملكتنا الغالية تعيش في واقعنا المعاصر في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- نهضةً شاملةً وحراكاً تنموياً غير مسبوق منطلقاً من الثوابت الشرعية وتوظف كافة طاقاتها البشرية وثرواتها الطبيعية المتنوعة جعلت مملكتنا في مصاف المجتمعات المتقدمة.. واقع كان في الوقت القريب (حلماً)، وتجسد مستقبلاً وتحقق مبشراً وواعداً للوطن وأبنائه. ذلك العهد الزاهر الذي تألقت فيه الطموحات والتطلعات في مشروع التحول الوطني، استهدفت رفع كفاءات الأداء لدى مؤسسات الدولة الحديثة، وتنويع المصادر الاقتصادية، وإزالة كافة المعوقات التي تعترض عملية الإصلاح والتنمية الوطنية الشاملة بما يتوافق مع (الرؤية الوطنية الطموحة 2030) لتفصيل مسارات التنمية والإصلاح وتطرح رؤية واعية واضحة المعالم، وسائرة بخطى ثابتة نحو بناء القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى لوطن العز والشموخ والإنسانية. إن القيادة الحكيمة كرست جهودها لنشر الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن، فالإنسان هو محور اهتمامها والرقم الأهم في عملية البناء النهضوي والتقدم الحضاري ومحاربة كل أنماط الجريمة والعمل على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لتصبح المملكة مضرب مثل ونموذجاً متميزاً لكثير من الدول والمجتمعات في العالم (أمنياً واقتصادياً وتنموياً وصحياً وإنسانياً)، والأكيد أن للوحدة والتعاون والتضامن بين المواطنين له دوراً فاعلاً وحراكاً بارزاً في تنفيذ آليات رؤية مملكتنا الطموحة وترجمة أهدافها إلى واقع ملموس، فالوحدة الوطنية هي إحدى القيم والمفاهيم الأساسية في بناء المجتمعات وتعزيز استقرار الدول لأنها تعبر عن التلاحم والتعاون والتضامن والانتماء المشترك للوطن.. وتحقق التعايش والتسامح بين الأفراد وهذا يسهم -دينامياّ- في بناء قوة وروح الولاء والفخر بالهوية الثقافية والتاريخية للدولة.. وفي سياق العطاء والبذل وخدمة الآخرين في المجتمع السعودي.. لا مناص أن ثقافة العطاء هي العنوان الأبرز للشعب السعودي النبيل من خلال تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين، فضلاً عن المبادرات التطوعية والأعمال الخيرية التي تنطلق من الاستشعار بالمسؤولية المجتمعية التي تنم عن معدن الشعب السعودي الكريم وجزءّ من الموروث الاجتماعي وثقافته الأصيلة. كما أن تكامل الأدوار وتنوع المهن يمكن أن يثري الوطن ويساهم في صناعة نهضته وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الجهود الوطنية الجماعية المنظمة، والأدوار المتكاملة التي يقوموا بها أبنائه سواء كانوا يعملون في القطاعات العامة أو الخاصة أو غير الربحية، حيث يساهم المواطنين في بناء وطن مزدهر اقتصادياً ونهضة تنموية بشكل سريع.. بإبراز الوعي المجتمعي وتعزيز الشعور بالمسؤولية المجمعية لحماية المكتسبات الوطنية من التخريب والعبث والسرقة. إن ذكرى اليوم الوطني تحمل دلالات جزلة المعنى والمبنى، لعل أبرزها ما تحقق على ثراه الطاهر من تنمية في كافة المجالات، وبالوقت ذاته تحّملنا جميعاً مسؤولية حُب الوطن وتعزيز قيمة الوحدة الوطنية التي تشكل أهم الثوابت الوطنية وأكثرها إلحاحاً وحيوية، وبالتالي الحفاظ على أمنه ووحدته واستقراره ومكتسباته في ظل حكومتنا الرشيدة.. سائلين الله أن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والطمأنينة والرخاء ويحفظ لنا قيادته الحكيمة، فالوطن أعطى كل شيء لأبنائه وهو يأمل كثيراً في الأجيال المقبلة لمواصلة مشوار التنمية وتحدياتها المستقبلية التي بدأها الآباء قبل نحو (9) عقود زمنية مضت. *باحث اجتماعي