لاشك أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في عامه 91، تبقى خالدة وراسخة لمرحلة مهمة من مراحل البناء والتوحيد والنماء التي وضع أسسها القوية ودعائمها المتينة على أرضية صلبة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي استطاع بحكمته وحنكته وبعد نظره واستشرافه للمستقبل وقبل ذلك إيمانه الراسخ أن يضع قواعد هذا البناء الرشيد ويشيد منطلقاته وثوابته مستمداً عزيمته وقوته من الله عز وجل. ولا مناص تأتي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا ونحن ننعم فيها بثمرة النهج القويم الذي سار عليه ولاة أمر هذه البلاد المباركة واستلهموه من والدهم المؤسس والموحد؛ الأبناء البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله- إلى العهد الحالي الميمون بقيادة ملك العز والشموخ الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث استطاعوا بفضل من الله وما يحظون به من حكمة وبصيرة ورؤية استشرافية مكنتهم من قيادة هذا الوطن العظيم إلى بوابة التقدم والتطور والازدهار في كل المجالات الحياتية. والأكيد أن مملكتنا الغالية تعيش في واقعنا المعاصر في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- نهضةً شاملةً وحراكاً تنموياً غير مسبوق منطلقاً من الثوابت الشرعية وتوظف كافة طاقاتها البشرية وثرواتها الطبيعية المتنوعة جعلت مملكتنا في مصاف المجتمعات المتقدمة، على الرغم من جائحة كورونا وإرهاصاتها التي شلت اقتصاديات العالم بل وأرجعته الى الوراء عدة سنوات وتسببت في تداعيات جمة. واقع كان في الوقت القريب حلماً، وتجسد مستقبلاً مبشراً وواعداً للوطن وأبنائه. ذلك العهد الزاهر الذي تألقت فيه الطموحات والتطلعات في مشروع التحول الوطني، استهدفت رفع كفاءات الأداء لدى مؤسسات الدولة الحديثة، وتنويع المصادر الاقتصادية، وإزالة كافة المعوقات التي تعترض عملية الإصلاح والتنمية الوطنية الشاملة بما يتوافق مع الرؤية الوطنية الطموحة 2030 لتأصيل وتفصيل مسارات التنمية والإصلاح وتطرح رؤية واعية واضحة المعالم، وسائرة بخطى ثابتة نحو بناء القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى لوطن العز والشموخ. إن القيادة الحكيمة كرست جهودها لنشر الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن فالإنسان هو محور اهتمامها والرقم الأهم في عملية البناء النهضوي والتقدم الحضاري ومحاربة كل أنماط الجريمة والعمل على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لتصبح المملكة مضرب مثل ونموذجاً متميزاً لكثير من الدول والمجتمعات في العالم أمنيا واقتصادياً وتنموياً وصحياً وإنسانياً. إن ذكرى اليوم الوطني تحمل دلالات جزلة المعنى والمبنى لعل أبرزها ما تحقق على ثراه الطاهر من تنمية في كافة المجالات، وبذات الوقت تحّملنا جميعاً مسؤولية حب الوطن والحفاظ على أمنه ووحدته واستقراره ومكتسباته في ظل حكومتنا الرشيدة سائلين الله أن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والطمأنينة والرخاء ويحفظ لنا قيادته الحكيمة. فالوطن أعطى كل شيء لأبنائه وهو يتأمل كثيراً على الأجيال القادمة لمواصلة مشوار التنمية التي بدأها الآباء قبل نحو 9 عقود زمنية مضت وستبقى مملكة الحب والعز والإنسانية والشموخ "هي لنا دار". خالد الدوس