اليوم الوطني في المملكة أكثر من مجرد يوم احتفال، فهو إبراز لاعتزاز الشعب السعودي بهويته الوطنية، وجسر يربط الماضي بالحاضر، وتحتفل المملكة العربية السعودية بهذا اليوم لتوحيد المملكة في 23 سبتمبر من كل عام، وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز -طيب الله ثراه- عام 1932م، والذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، ابتداءً من الأول من الميزان، الموافق 23 سبتمبر من عام 1932م. وعلى مدى ثلاثة وتسعين عاماً احتفلت المملكة قيادةً وشعباً باليوم الوطني إحياءً لذكرى توحيد هذه البلاد المباركة، وتأكيداً على التلاحم والترابط المتين بين أبناء الوطن وقيادته . وفي عام 2005م أقر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- اعتبار اليوم الوطني إجازةً رسميّة ابتداءً من اليوم الوطني السعودي 75 الذي وافق ذلك العام، وبحسب اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية الخاصة بالإجازات تكون عطلة اليوم الوطني اليوم -الأول من الميزان- الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية. وخلال العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تم إطلاق موسم اليوم الوطني كأحد مواسم السعودية التي تنظم سنوياً، ويشتمل على عدد من الفعاليات التي تقام في مختلف المناطق، تشمل الألعاب النارية والحفلات الغنائية والمهرجانات والعروض العالمية التي تستمر عدة أيام، كما تم إطلاق هوية اليوم الوطني والذي سيقام هذا العام تحت عنوان: "نحلم ونحقق". جسر رابط وتحدث د. ضيف الله بن دليم بن رازن -أستاذ التاريخ السعودي المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- حول مراحل تطور اليوم الوطني السعودي منذ إعلان التوحيد وحتى النهضة المباركة التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، قائلاً: "إن اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية يحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين"، مضيفاً أن اليوم الوطني جسر يربط ماضي المملكة العربية السعودية بحاضرها ومستقبلها الواعد، مبيناً أنه تحظى احتفالات اليوم الوطني بمكانة خاصة في قلوب الناس حول العالم، إذ تمثل تلك الأحداث والفعاليات السنوية وقتًا يجتمع فيه المواطنون معتزين بتاريخهم الوطني، ومفتخرين بذلك الإرث التاريخي وتلك المعالم التاريخية التي شكلت بلدانهم، مشيراً إلى أن الاحتفالات تكون بمنزلة شهادة على روح الوحدة والوطنية الدائمة ومعزز استدامة. امتنان وتقدير وأوضح د. ابن رازن أن اليوم الوطني في المملكة يحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين، إذ يجري الاحتفال باليوم الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، وهو الوقت الذي يجتمع فيه السعوديون لإحياء ذكرى توحيد الوطن، والوعي بتاريخهم، والتأمل في الرحلة الطويلة التي أوصلتهم إلى حاضرهم الزاهر، مؤكداً على أن اليوم الوطني باعث للتأثير العميق في المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى دوره في تعزيز الهوية الوطنية للمواطنين، وذلك من خلال ربط الماضي بالحاضر، والاعتراف بالدور الحيوي والمحوري لقادة الدولة ومواطنيها في بناء وتطور الدولة السعودية، ذاكراً أن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو وعي واعتزاز لنشأة الهوية، لذلك فالسياق التاريخي لليوم الوطني هو بمنزلة تذكير بالنضالات والتضحيات التي قدمها قادة المملكة العربية السعودية ومواطنيها من أجل إقامة دولة موحدة، فهو يغرس شعور الامتنان والتقدير لدى المواطنين، ويعزز ارتباطهم بتاريخ الوطن وأهمية الحفاظ على تراثه، بل والسعي والمساهمة في تطويره. ترسيخ هوية وقال د. ابن رازن: "إن اليوم الوطني يعد تذكيراً مؤثراً بتاريخ المملكة العربية السعودية الغني وتراثها الثقافي، فهو يجمع المواطنين معًا تحت شعار وهوية مشتركة، فبالنسبة للسعوديين، يمثل هذا اليوم إعادة تأكيد لالتزامهم تجاه الأمة وقيمها، مضيفاً أن الشعور بالانتماء والوحدة اللذين يعززهما اليوم الوطني له وظيفة فعالة في ترسيخ الهوية الوطنية، حيث يظهر المواطنون في جميع أنحاء المملكة وطنيتهم، وتتزين الشوارع والمنازل والأماكن العامة برفع العلم السعودي المميز. وتُنظّم الفعاليات الثقافية المختلفة بما يعزز الهوية الوطنية السعودية، مبيناً أنه في الأيام الوطنية تسجل القهوة السعودية حضورها في تلك الفعاليات، وكذلك الفلكلور الشعبي بشتى أنواعه والأزياء السعودية والمأكولات المحلية، إذ لها جميعها وظيفتها في تعزيز الشعور بالفخر والانتماء بالهوية الوطنية، مشيراً إلى أن اليوم الوطني هو جسر يربط ماضي المملكة العربية السعودية بحاضرها ومستقبلها الواعد، مؤكداً على أن الأهمية التاريخية للمملكة متجذرة بعمق في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ودورها البارز في العالم العربي والإسلامي. تثقيف بالتراث وذكر د. ابن رازن أن احتفالات اليوم الوطني تشمل معارض وعروض تاريخية تعمل على تثقيف المواطنين عن تراثهم، وهو ما يسمح لهم بتقدير السياق التاريخي لأمتهم، علاوةً على ذلك يوفر اليوم الوطني فرصة للأجيال الشابة للتعرف على الدور التاريخي والتضحيات التي قدمها قادة الدولة السعودية والمواطن السعودي من أجل توحيد المملكة العربية السعودية، وهذا الارتباط بالماضي يعزز الشعور بالاستمرارية ويعزز أهمية الحفاظ على التقاليد والقيم، منوهاً بالدور الكبير للقيادة الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- في النهضة السعودية الحديثة، مشيراً إلى أن الإنجازات الكبرى والمتتالية تؤكد حكمتهما وايمانهما بالمسؤولية والرؤية المباركة لتكون المملكة في مقدمة دول العالم في جميع المجالات، موضحاً أن قيادة المملكة العربية السعودية لها دور فعّال في تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية ومفاهيم جودة الحياة، وبذلك مكنت توجيهاتهم ورؤيتهم الوطن من الازدهار اقتصاديًا وثقافيًا وفي جميع المجالات، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية، وبذلك أسهمت القيادة في تحسين نوعية حياة المواطنين السعوديين وجودتها. أكثر إشراقًا وأكد ابن رازن أن اليوم الوطني يعد منصة للاحتفال بدور القيادة السعودية المباركة فيما تبذله خدمة للوطن، والسعي لتحقيق رؤية طموحة، فمنذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، أظهر حكام السعودية التزاماً تجاه التطوير والنهضة وتقدم الوطن، وما التحديث والتطوير الذي شهدته المملكة العربية السعودية على مر السنين إلاّ شهادة على تفاني القيادة في خلق وطن له مكانته العالمية، حيث تعد رؤية المملكة 2030 والتي يقودها الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مثالاً واضحاً على طموح المملكة لتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها العالمية مع الحفاظ على تراثها الثقافي الغني، لافتاً إلى أن اليوم الوطني في المملكة أكثر من مجرد يوم احتفال، فهو إبراز لاعتزاز الشعب السعودي بهويته الوطنية، وجسر يربط الماضي بالحاضر، واعتراف بالدور المحوري الذي تقوم به القيادة السعودية في صياغة نهضة سعودية حديثة، حيث تستمر التقاليد والاحتفالات والشعور المشترك بالهدف في هذا اليوم في ترابط الشعب السعودي وتماسكه وإلهامه للعمل نحو مستقبل أكثر إشراقًا مع الاعتزاز بتراثهم الغني. مختتماً: اليوم الوطني هو وعي بذلك الإرث التاريخي العظيم، واستدامة، وتطلع لرؤى منافسة عالمياً.