الحضور العالمي لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بات مرآة الحضور الدولي الفاعل، والمكانة التي أصبحت تتبوأها المملكة، في ظل رؤية غير مسبوقة، أثمرت بحق أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، كما وصفها الأمير الملهم. ما شهدته المملكة في غضون سنوات قليلة، كان ملحمة تغيير ونهضة كبرى، وقصة تحول استثنائية غير مسبوقة في حجمها وتوقيتها، وسرعة نتائجها، كما في تناغم الشعب معها، و إيمانه بطموحاتها، وانخراطه في عجلة التغيير بروح متوثبة، ونظرة متفائلة للمستقبل. غير أن رسالة المملكة، ورؤية ولي العهد، أبعد كثيرا من مسألة تحديث تنموي، ونهضة شاملة، وتطوير اقتصادي، وإن كانت قطعا الهدف الأسمى لقيادة المملكة، فنظرة الأمير محمد بن سلمان، كما جدد التأكيد عليها في حواره الصريح، و الشامل مع محطة "فوكس نيوز" الأميركية، هي أن أي نهضة، وأي تقدم، لا يمكن أن يحدث إلا في ظروف من الأمن والاستقرار، و السلام، ولهذا كانت السياسة السعودية البناءة، تمضي قدما في مشروعها الرامي لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، و تنتهج استراتيجية شجاعة وجريئة، لتوفير أجواء مؤاتية لإنهاء أزمات المنطقة المزمنة، و حل خلافاتها العتيدة، غير أن أداتها الأهم لتحقيق هذه الغاية، هو عبر خلق نموذج النجاح و التقدم، و تلبية طموحات المواطنين، و هو النموذج الذي باتت المملكة فيه، محل أنظار و تطلع شعوب المنطقة، و مصدر إعجاب تجاوز المنطقة، إلى دول العالم. نعم كانت رؤية 2030، رؤية وطنية خالصة، سعت لنقل المملكة إلى المكانة الدولية التي تستحقها، و قد أنجزت ذلك فعلا في برهة عابرة من الزمن، غير أن أهم خلاصاتها، ما أكد عليه سمو ولي العهد بقوله "أنه لكي نحقق أهدافنا في المملكة يجب أن تكون المنطقة مستقرة"، و بهذا المعنى فإن رؤية المملكة وسياستها، لم تعد محصورة بالشأن الداخلي، بل أضحت، وصفة واقعية، و صادقة، لتحقيق الأمن و السلم الدولي.