قتل 40 شخصا على الأقل الأحد جراء غارات جوية نفّذها الجيش السوداني على أحياء في جنوبالخرطوم، وفق ما أفادت مصادر محلية، مع تواصل النزاع بين القوات المسلحة والدعم السريع. وقالت "لجنة المقاومة" المحلية أنه "نحو الساعة 07,15 (05,15 ت غ)، قصف الطيران الحربي منطقة سوق قورو". وبعدما أفادت في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصا على الأقل، أكدت اللجنة في وقت لاحق ارتفاع عدد القتلى إلى 40. وأوضحت في بيان "ارتفاع عدد ضحايا مجزرة سوق قورو بمنطقة مايو... جراء القصف الجوي إلى 40 قتيلا، وما زالت الحالات تتوافد إلى مستشفى بشائر"، ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح نظام عمر البشير عام 2019، وتنشط منذ بدء الحرب في تقديم الدعم للسكّان، وأطلق مستشفى بشائر "نداء عاجلا" إلى الكوادر الطبية للحضور "مع تزايد أعداد المصابين الواصلين إليه". وتتركز المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور في غرب البلاد، مع تواصل النزاع بين الحليفين السابقين البرهان ودقلو من دون أفق للحل، ومنذ بدء الاشتباكات، لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا مهما على حساب الآخر. وتسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي. وأفاد شهود في الآونة الأخيرة أن القصف الجوي يزداد حدة، ومعه حصيلة الضحايا المدنيين، مع محاولة الجيش استعادة مواقع في العاصمة. والأربعاء، أفاد ناشطون وسكان لفرانس برس عن نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه. وفي ظل محاصرة قوات الدعم السريع لمقر القيادة العامة للقوات المسلحة، انتقل البرهان منذ أواخر أغسطس إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، والتي بقيت بمنأى عن أعمال العنف. ومن هذه المدينة، أجرى البرهان في الفترة الماضية ثلاث زيارات خارجية إلى مصر وجنوب السودان وقطر، ما ألمح إلى احتمال تعزيز الجهود الدبلوماسية بحثا عن حل للنزاع، على رغم غياب أي مبادرات ملموسة في العلن. ووجه البرهان السبت خلال كلمة ألقاها في الدمازين بولاية النيل الأزرق، انتقادات لإيغاد والاتحاد الإفريقي، وذلك في ظل توتر بين السلطات في الخرطوم والاتحاد في أعقاب لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد مع يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع. وقال البرهان إن "بعض منظماتنا الإقليمية لم تتمكن من النظر للأزمة بشكل صحيح"، مضيفا "رسالتنا للاتحاد الإفريقي" إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم"، مطالبا التكتل "بتصحيح موقفه وموقف منتسبيه". وعلّق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان عام 2021 بعدما قاد البرهان ودقلو انقلابا أبعد المدنيين من المرحلة الانتقالية التي أعقبت الاطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019. وانتقد البرهان كذلك "إيغاد" السبت، محذّرا من أنه اذا "انحرفت... عن مسارها، فنحن كسودانيين قادرون على حل مشكلاتنا دون الحاجة لأحد". وقادت الهيئة محاولة لحلّ النزاع عبر لجنة رباعية برئاسة كينيا تضم جيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان. الا أن الخرطوم تمسّكت بتنحية كينيا اذ تتهّمها بتأييد قوات الدعم، وطالبت بإعادة جنوب السودان الى رئاسة اللجنة التي كانت ثلاثية قبل ضمّ إثيوبيا إليها في يونيو.