تستضيف الهند القمة ال18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في نيودلهي تتويجاً لجميع عمليات واجتماعات مجموعة العشرين التي عُقدت على مدار العام بين الوزراء وكبار المسؤولين والمجتمعات المدنية في عدد من المدن الهندية، وسيتم اعتماد إعلان قادة مجموعة العشرين في ختام قمة نيودلهي، والذي يتوقع أن ينص على التزام القادة بالأولويات التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها خلال الاجتماعات الوزارية واجتماعات مجموعات العمل المعنية. وتسجل المملكة حضورها الدائم من خلال هذه القمة والقمم السابقة كدولة تتمتع بحضور سياسي واقتصادي، وتمثل العمق العربي والإسلامي، وهي في الوقت نفسه قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط القارات الثلاث، وعضو فاعل في مجموعة العشرين من خلال المشاركة في تشكيل السياسات الرقمية وقيادة عدد من المبادرات للدفع بالجهود العالمية لسد الفجوة الرقمية العالمية، كما تتبوأ المملكة مراكز متقدمة مقارنة بدول المجموعة حيث تحتل المرتبة الثانية بين دول المجموعة في تخصيص الطيف الترددي، والمرتبة الثانية أيضاً في جاهزية البنية التحتية الرقمية ضمن تصنيف الاتحاد الدولي للاتصالات، والمركز الثاني بين دول المجموعة في مؤشر أسرع الاقتصادات الرقمية ضمن تقرير ديجتال رايزر للمركز الأوروبي للتنافسية الرقمية. وتعتبر استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين لعام 2020، لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تأكيداً على الثقل السياسي والاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم، وتعد حدثاً كبيراً يبرز دور المملكة الرائد وينسجم مع رؤية 2030 التي تهدف إلى نقل البلاد إلى مستوى مختلف تماماً من الناحية الاقتصادية، ولا شك أن ترؤس المملكة لقمة أكبر اقتصادات العالم التي تشكل أكثر من 70 % من التجارة العالمية سينعكس على اقتصادها بفتح فرص وآفاق جديده نتيجة الثقة المتزايدة التي ستنعكس جراء ذلك على الاقتصاد المحلي. ولا يقتصر دور المملكة في كونها إحدى الدول الفاعلة في المنطقة فحسب، بل إنها تؤدي دورًا مهمًّا في استقرار الاقتصاد العالمي، ويتيح التوقيت الذي حظيت المملكة فيه برئاسة مجموعة العشرين في 2020 فرصةً فريدةً للمملكة وللعالم أجمع، وقد مكّنت الخطط الإصلاحية لرؤية 2030، من مشاركة قصص النجاح والدروس المستفادة الناتجة من تطبيق رؤيتها.