«مؤسس الرياض» كان يسافر ويترك بيته مفتوحاً بسخاء لضيوفه غيب الموت يوم الثلاثاء الماضي نجم أهلي الرياض ونادي اليمامة سابقاً (الرياض حالياً) المهاجم فهد الزير (1368 - 1445ه) بعد معاناة طويلة مع المرض، وصلي عليه ووري جثمانه الثرى بمقبرة شمال الرياض -أول من أمس- الأربعاء. والنجم الراحل أصغر أشقاء مؤسس نادي الرياض الشيخ عبدالله الزير -رحمه الله- الذي توفي منتصف عام 1440ه، وكان آخر من رحل من رواد الحركة الرياضية بمدينة الرياض ومن كبار رموز أنديتها. ارتبط أبناء الزير: (عبدالله وناصر وعبدالرحمن وفهد) بنادي الرياض منذ تأسيسه عام 1373ه - 1953م، وساهم الأشقاء الأربعة بخدمة "الكيان الأحمر" في العمل الإداري من خلال تولي الشيخ عبدالله -رحمه الله- رئاسة النادي عند تأسيسه، ومثله الثلاثة الآخرون كلاعبين في فترات مختلفة.. آخرهم (فهد) الذي برز كمهاجم لامع في صفوف "أهلي الرياض" في ثمانينات القرن الهجري الماضي، وكان هدافاً يتميز بقدمه القوية وإجادته المراوغة، وهو ما جعله يشكل علامة بارزة في هجوم فريقه منذ التحاقه به عام 1382ه وحتى اعتزل عام 1395ه. ويعد فهد الزير من اللاعبين المثاليين والنجوم الكبار الذين برزوا في صفوف (مدرسة الوسطى)، وتألق مع جيل كبار نجوم النادي أمثال علي حمزة وزيد وراشد المطرف وعبدالرحمن الموزان وعبود الرويجح ومطلق العبدالمحسن ومبارك الناصر وناصر السيف وجوهر السعيد وإبراهيم الشايب وعبدالعزيز بن حمد وغيرهم، وكان علامة بارزة بمهاراته العالية وأدائه الرفيع في الوسط والهجوم. هدف يسوى في مرمى (سوا) كان مركزه الأساسي في خانة الجناح الأيسر، وحين توفي قبل سنوات زميله اللاعب مطلق العبدالمحسن -رحمه الله- حزن فهد عليه كثيراً، إذ كان بينهم علاقة وطيدة وتعاون وانسجام كبير في الملعب وكان مطلق بارعاً في تمريراته للزير الذي قال عنه: «لا أنسى أول مباراة خضتها في مشواري مع الفريق الأول ضد الهلال العام 1385ه - 1965م حين مرر كرة ماكرة سجلت منها هدفاً لا ينسى بمرمى الحارس الهلالي الكبير عبدالله سوا -رحمه الله-. هدف بالهلال يفتح الطريق لشهرته بعد تلك المباراة نشرت (دنيا الرياضة) خبراً في عدد «الرياض» الصادر بتاريخ 2 /6 /1385ه ذكرت فيه أن مشجعاً أهلاوياً اسمه «عثمان خضر» أهدى اللاعب فهد الزير ساعة ذهبية مكافأة لتسجيله أول هدف للأهلي في مباراته مع الهلال. الزير تحت مجهر «دنيا الرياضة» كما طرحت (دنيا الرياضة) موضوعاً آخر عن النجم الراحل في عدد الرياض بتاريخ 11 /3 /1389ه تحت عنوان « لاعبون ومستويات» جاء فيه: «الجناح الأيسر لنادي اليمامة فهد الزير عاش شهرة مفاجئة في بداية حياته الرياضية كان قناص الفرص، ويجيد التسديد من مسافات بعيدة مما جعله يشكل عنصراً مهماً في تحقيق نتائج ناديه، ثم أعقب هذا مرحلة خمول وتراخٍ كاد فيها أن ينتهي كلاعب، وفعلاً فقد عرفت منطقة الجناح الأيسر أكثر من بديل له، ربما أن فشلهم كان فرصة له ليعاود التجربة.. وفهد الزير، تتوفر فيه مميزات المهاجم في ناحيتين مهمتين: المهارة الفردية وقوة التهديف، لكن معهما لا بد من الثقة. الزير في حاجة إلى ثقة في مستواه وقدرته وإمكانية استعادة شهرته وهذا ممكن للغاية فما زال صغير السن وما زال يمتلك مهاراته وما زالت تعطى له الفرصة وهذا أقصى ما يحتاجه لاعب لكي ينجح . إلا أن النجاح بالنسبة لفهد مرهون بأن يلعب الكرة وهو مقتنع بها مؤمن بأنه سيكون لاعباً يفيد ناديه، يحتل مكانة بين زملائه، وفي الرغبة والحب للعبة يأتي الاجتهاد ومحاولات البروز وتكون الاستفادة من الأخطاء والتوجيه مثمرة مفيدة، كما أن محاسبة النفس تتحقق أمام التصميم في ميدان الهواية، ومرهون أيضاً بتخلي الزير عن اللعب بوداعه وبرود، فكرة القدم لم تعد تعترف بهذا النوع من أساليب الغزو إذ أصبح (أوزبيو) بعنفه وتحمله للخشونة أكثر إكساباً من (بيليه) صاحب المهارات الذي لا يجارى فيها، ونجاح جناح اليمامة الأيسر أمر ضروري لأنه نوع معين من اللاعبين الصغار الذين نجد أن مستوياتهم تشدها عوامل المد والجزر، فليس هناك مستوى ثابت ولا حتى استمرار ثابت، وتطلب لهم النجاح لأنهم تتوفر فيهم مميزات اللاعبين ذوي التأثير على مستويات أنديتهم متى اهتموا هم بمستواهم وأعطوا للكرة ما تحتاجه من عناية واهتمام خصوصا والفرصة متاحة لهم، أملي أن أشاهد فهد وقد استعاد خطورته كمهاجم». 1379ه بدايته الكروية أما تفاصيل مشوار الزير الرياضي فقد سبق أن رواها -رحمه الله- ل»دنيا الرياضة»، ونشرته باسم الزميل صالح الشايع في عدد «الرياض» الصادر بتاريخ 15 /7 /1385ه قائلا: «اسمي: فهد محمد الزير العمر: 17 عاماً النادي: أهلي الرياض المركز: جناح أيسر المهنة: طالب بمدرسة الجزائر الابتدائية * بدأت حياتي الرياضية في عام 1379ه ضمن أفراد (نمور الأهلي) الرياضي بالرياض حتى عام 1383ه حيث مثلت النادي الأهلي كلاعب درجة أولى. * هوايتي المفضلة: كرة القدم، إلى جانب كرة الطائرة والسلة. وأتمنى أن أمثل بلادي في الدورات العالمية. * أحسن مباراة لعبتها كانت بين فريق الأهلي والشباب عام 1383ه، وأسوأ مباراة كانت مع النجمة في هذا العام 1385ه. * أنا معجب بلاعب الأهلي زيد بن مطرف. * أحسن حارس في نظري (جوهر السعيد) حارس الأهلي بالرياض . * أكلتي المفضلة: الجريش، وأحب (الحنيني) في أيام المربعانية. * أنصح زملائي بإطاعة المدرب وعدم السهر وترك الغرور، واحترام الإداريين والزملاء من اللاعبين والمواظبة على التمارين، وعدم التدخين». الرمضان لقبه (الشمال الذهبية) أما أول الألقاب التي أطلقت على النجم الراحل فهد الزير فكان (الشمال الذهبية)، ولقبه به شيخ المعلقين وعميد النقاد الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان -شفاه الله-. لازم أخاه عبدالله 60 عاماً من الجوانب الاجتماعية الوفية في حياة الفقيد فهد الزير بره وملازمته لشقيقه الأكبر عبدالله الذي عرف بكرمه ووجاهته الاجتماعية، إذ كان فهد يوجد معه في منزله بصفة يومية، يستقبل زواره ويراعي مصالحه لدى الدوائر الحكومية. كانت العلاقة بينهما أبويه أكثر منها أخويه، وظل فهد الابن البار والأخ المطيع لشقيقه، ولا أذكر أنني زرت الشيخ عبدالله في قصره بحي عليشة يوماً إلا وأجد أخاه فهداً حاضراً في مجلس الشيخ الكريم الذي شرع أبوابه بسخاء وكرم يفوق الوصف وظل مجلسه مفتوحاً أمام مرتاديه من قدامى الرياضيين وغيرهم لأكثر من سته عقود، حتى أن عبدالله الزير كان يسافر ويترك بيته مفتوحاً ويكلف أخاه فهد باستقبال زواره والإشراف على ضيافتهم بموائد غداء وعشاء يجهزها طاقم من الطباخين وسفرجية يقومون على خدمه الضيوف في غياب الشيخ عبدالله. رحم الله فهد الزير رحم الله الكابتن الخلوق فهد محمد الزير، ونسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته. الزير «الأول من اليمين وقوفاً» مع فريقه أهلي الرياض (الرياض حالياً) 1385ه قدامى الرياضيين شيعوا الفقيد فهد إلى مثواه الأخير أول من أمس الفقيد فهد الزير في آخر صورة له قبل أشهر وقد وضحت آثار المرض على وجهه فهد مع أخيه عبدالله الزير في إحدى زياراته لنادي الرياض وفي الصورة إبراهيم الطويل شقيق الفقيد ناصر الزير أحد مؤسسي نادي الرياض النجم الراحل في بداية مشواره مع زميله ناصر السيف -رحمهما الله- الراحل في إحدى المناسبات مع لاعبي الرياض السابقين فهد الخليف وعبدالعزيز الدرويش ضوئية لموضوع طرحته (دنيا الرياضة) عن الزير (11 /3 /1389ه) ضوئية نشرتها (دنيا الرياضة) لتفاصيل مشوار فهد الزير (15 /7 /1385ه)