لست من أصحاب التعصب والميول الواحد.. عشنا الفترة الذهبية لمنتخبنا الوطني 84 و88 فكنت ممن يعشق المنتخب وينتظر مبارياته، لكن ما حدث يوم الجمعة الماضي في لقاء العمالقة الهلال والاتحاد لم يكن حدثا عابرًا ولا مجرد مباراة كلاسيكو مرت مرور الكرام بل كان يوماً من أيام الرياضة السعودية الخالدة التي سيخلدها التاريخ ويرسخها في ذاكرة كل رياضي. لقاء الكبار لقاء العمالقة لقاء زعيم آسيا وعميدها. كنا نترقب ذلك اللقاء بشوق كعادة القوة والندية والجماهيرية كأعظم كلاسيكو في آسيا والوطن العربي لكن لم نتوقع أن العالم يترقب معنا ذلك اللقاء. لم نتوقع أن العالم سينشر شاشات التلفزة والقنوات المختلفة في الشوارع والمطارات وبُهوُ الفنادق.. لم اتوقع أن جماهير العالم ستنقسم إلى قسمين يرددون أسماء أندية عربية سعودية بماركات عالمية الهلال والاتحاد. لم نتوقع يومًا أن نجد لريال مدريد وبرشلونة وغيرهما من عظماء الأندية الأوروبية منافسة عربية آسيوية في السعودية. إنها مبارة سعودية بمواصفات أوروبية بنكهة برازيلية بمتعة عالمية. الهلال والاتحاد يملكان تاريخاً مرصعاً بالذهب، فالهلال قد ختم على ثماني بطولات آسيوية وثلاث مشاركات عالمية ورابع العالم مرتين ووصيف العالم مرة، والاتحاد أحرز آسيا ثلاث مرات ورابع العالم مرة واحدة، لكن لم يشفع هذا التاريخ للفريقين الوصول لمثل هذا "الشو الإعلامي" والمتابعة الجماهيرية والبروز العالمي الكبير من قبل، وهذا شاهد على نجاح الرؤية التي وضعها الملك سلمان وتولى رعايتها الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله تعالى-. العملاقان تقاسما شوطي المباراة، حيث سيطر الاتحاد على الشوط الأول وصال وجال وسدد الأهداف الثلاثة وتحكم في رتم المباراة، حتى انتهى الشوط بفرحة عارمة للمدرجات الاتحادية مرددة أهازيجها ومناكفاتها الجميلة المقبولة وفي مخيلتها ضمان النتيجة حتى بدأ الشوط الثاني وجاء دور المدربين، ولكل منهما نظرة وتكتيك خاص، فمدرب الاتحاد كان يأمل في الحفاظ على النتيجة والخروج بالنقاط الثلاث، فعمل على تعزيز الدفاع واللعب على الكورات الطويلة المرتدة ومدرب الهلال يعمل على تعديل النتيجة وكسبها والضغط على المنافس وما هي إلا أن نزل اللاعب ميشايل المعروف بالسرعة والمراوغة والجدية حتى صنع هدفا وتسبب في ضربة جزاء كانتا كفيلتين بمعادلة النتيجة وإعادة الهلال لأجواء المباراة وعودة الجماهير الهلالية للمؤازرة وارتفعت الأعلام الزرقاء في المدرجات من جديد. كانت ريمونتادا هلالية جميلة وعودة متأخرة بقيادة اللاعب الصربي ميتروفيتش الذي استطاع تسجيل هاتريك ولا أروع، والفوز الهلالي لا ينقص من الأداء الممتع والأهداف الجميلة الذي قدمه نادي الاتحاد. من العبارات الجميلة التي قيلت عن الهلال وتأكدت في هذا اللقاء "لا تأمن الهلال حتى تسمع صافرة الحكم تنهي اللقاء". السطوة الهلالية مستمرة على الاتحاد، أتمنى أن لا تصبح عقدة مزمنة عند الاتحاديين. سفر بن عائض الهاشم سفر بن عائض الهاشم - خميس مشيط