الصعود السعودي ليس معالجة لمشكلات بذاتها أو من أجل أهداف محددة، كما أنه ليس تطوراً من أجل البقاء أو التقدم فقط، فهو منظومة متكاملة من أجل صناعة نموذج مختلف لدولة شرق أوسطية تتطور باتجاه المستقبل وتستمر للتأثير في أروقة العالم السياسية والاقتصادية والثقافية.. منذ العام 2015 مرت السعودية بتحولات يصعب تجاوزها ويصعب إغفال آثارها الفعلية في منظومة القيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتحديث السعودية الذي ارتبط بشكل مباشر برؤية المملكة 2030 التي يقودها ويشرف على تنفيذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– وهذه الرؤية في حقيقتها تشكل معالجة مباشرة لتحديات وطنية وإقليمية مختلفة، ولذلك فإن التصورات التي أطلقتها رؤية السعودية ارتبطت بحماس وطني وإعجاب دولي وانبهار إقليمي متصاعد ارتبط بالكيفية التي ساهمت فيها رؤية السعودية بمعالجة الكثير من التحديات التي كان ينظر إليها عبر الزمن بأنها عقبات يستحيل تجاوزها لدولة في منطقة الشرق الأوسط. الصعود السعودي ليس معالجة لمشكلات بذاتها أو من أجل أهداف محددة، كما أنه ليس تطوراً من أجل البقاء أو التقدم فقط، فهو منظومة متكاملة من أجل صناعة نموذج مختلف لدولة شرق أوسطية تتطور باتجاه المستقبل وتستمر للتأثير في أروقة العالم السياسية والاقتصادية والثقافية، لقد اختارت السعودية طريقاً بديلاً لإحداث عملية التحول الذي جسده سمو ولي العهد والذي وجد التأييد الكامل من كل الوطن، خاصة أنه يمثل الفئة الأكثر حيوية في السعودية فئة الشباب، لقد كان الترويج السعودي للمشروعات التنموية الكبرى مساراً مفتوحاً لتعزيز الفخر بالوطن وإظهار عظمة الأمة السعودية التي تقدم نفسها للعالم من جديد عبر ممرات حيوية راسخة في قلب المشروع التنموي السعودي. في مقابلة أجرتها صحيفة ذا أتلانتك مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- في بداية عام 2022، أشار سموه بوضوح إلى أن التطور الذي تطمح إليه السعودية يتم باستخدام إمكانات الشعب السعودي ويستند إلى ثقافة المملكة العربية السعودية وتاريخها، وقال سموه حرفياً: "نريد أن نجلب شيئًا جديدًا للعالم، فالعديد من مشروعاتنا فريدة من نوعها، ويعمل عليها أبناء السعودية"، فمدينة نيوم كما نراها اليوم تعمل وبشكل كامل بالطاقة النظيفة ويطبق على أرضها أحدث التقنيات التي تدمج الإنسان بمفاهيم التطور التقني والذكاء الاصطناعي من أجل إنتاج منطقة للمستقبل تحتوي على كل ما يتطلبه إنسان القرن الحادي والعشرين. العالم اليوم يلحظ أن جيل الشباب السعودي بقيادة سمو ولي العهد يقف خلف نجاح الرؤية السعودية على المستوى الشعبي، فجيل الشباب يعيد بناء الهوية السعودية وفق قواعد تقوم على ترابط الشعب السعودي مع العالم وعبر أدوات التقنية الحديثة وعبر الانفتاح الذي حققته الرؤية السعودية بقدرتها الفائقة والسريعة في الفوز باندماج الشباب السعودي وتأييده اللامحدود لمسيرة الصعود السعودي. لقد أدرك الشباب السعودي تطابق أولوياته مع أولويات قيادته التي عملت بكل جدية لكي يتكيف المجتمع السعودي مع ثقافة التحول والتنمية التي تطرحها رؤية 2030، عبر منح الفرصة التامة للمجتمع للاندماج في العولمة عبر قواعد تم الاتفاق عليها تقوم على المحافظة على القيم السعودية المتزنة والتي تعكس مكانة السعودية الإقليمية والدولية ومساهماتها السياسية والاقتصادية والعقدية. لقد أصبح العالم من حولنا يشعر بكل هذه التحولات خلال الثماني السنوات الماضية، خاصة أن الحاجة كانت ماسة خلال تلك الفترة لتغذية الخطاب الوطني عبر محددات واضحة للهوية السعودية وإعادتها لترسو من جديد إلى قواعدها التاريخية لتساهم في بناء وطن يؤمن بالانفتاح على الآخر ويحتفظ بمعاييره الإنسانية وقيمه التاريخية ومكانته الدولية بعيداً عن الغلو في تعريفها أو فرضها على الآخرين، هكذا مرت السعودية خلال الثماني السنوات الماضية حيث واجهنا الكثير من الشكوك التي تغلبنا عليها فمن ينظر إلى السعودية اليوم يدرك أن الطموحات بدأت تلوح ملامحها في الأفق، فالسعودية أصبحت اليوم قادرة على فرض مكانتها الدولية رغم كل التقلبات الدولية. التحديات كثيرة أمام هذا الزحف الهائل من التطور الذي يصنع في المملكة العربية السعودية ولذلك فالمطلوب اليوم أن نكون على استعداد دائم كشعب سعودي لفرض نجاحاتنا بشكل متواتر، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير الاتجاهات والأفكار، نحن اليوم في المقدمة والجميع ينظر إلينا كفرس رهان أمام سباق إقليمي ودولي، ولعل أقرب الأمثلة وأكثرها إثباتاً لهذه الحقيقة هو ما يحدث اليوم في السعودية من تطور في المجال الرياضي حيث أصبحت السعودية محط أنظار العالم، لقد مثلت الرياضة صاروخ إطلاق هائل لمركبة التنمية السعودية، اليوم نحن نصل إلى عمق شعوب العالم لنضيف انتشاراً أكبر يعكس حقيقة صعودنا الإقليمي والدولي وقدرتنا على صناعة حلول غير مسبوقة في تطورنا الذي يثبت لنا كل يوم أننا على الطريق الصحيح وأن السعودية ذاهبة بلا تردد إلى المستقبل.