اليوم المملكة في عهد وبقيادة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشاب الملهم الأمير محمد بن سلمان تشهد نهضة "تاريخية" شاملة غير مسبوقة وإعادة صياغة للتنمية الشاملة والتاريخ بمفهوم جديد متميز ومبادر ومبدع. اليوم كل مبادرة ومشروع عبارة عن قصة لوحدها ابتداء من الفكرة والهدف والعنوان وسيناريو التنفيذ إلى الافتتاح والتشغيل والقيمة المضافة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا .. وقد نظلم أنفسنا إذا لم نحك أدق تفاصيل هذه القصة من البداية إلى مالا نهاية .. فمثل تلك القصص تبدأ ولا تنتهي . اليوم المبادرات والمشاريع والإنجازات يجب ألا نختزلها وننظر إليها من زاوية ضيقة ومحصورة في التدشين وسرد مراحل المشروع والافتتاح بل الموضوع أعمق من ذلك .. ولا أعتقد أننا نبلي بلاء حسنا إذا حصرنا تلك الجهود الجبارة من العزم والحزم والكفاح والعمل التاريخي والمجهود البشري المميز في أخبار وتقارير صحفية وصور بل هناك قصص خلف تلك الإنجازات لم تحك بعد ويجب أن تحكى لكل جيل وللعالم. اليوم عندما نسافر خارج المملكة نتحدث عن تجاربنا وانبهارنا بالحضارة المادية للشعوب الأخرى من مترو إلى متاحف ومدن جميلة الخ.. ونرويها كقصص جميلة مدعمة بالصور والأكلات ونقرأ عنها بتفاصيلها وكأننا مرشدين سياحيين وعلماء تاريخ وجغرافيا واقتصاد وحضارات.. وبالمقابل لا نجد ما نتحدث عنه كقصص عن المشاريع والمنشآت العملاقة في بلدنا .. فهل المشكلة فينا أو في عدم توفر المعلومة المشوقة والتي تحكي قصة نشأت وإنجاز أي مشروع ؟ وهل إدارات التسويق أو الاتصال المؤسسي في تلك الجهات المالكة والمشغلة تفتقد للمبادرة والإبداع وتفضل الركون لمنطقة الراحة ؟. اليوم على سبيل المثال وليس الحصر ماذا نعرف عن حكاية مشروع "مترو الرياض" غير المعلومات المتكررة عن نسبة الإنجاز المئوية ومراحل المشروع قي القنوات الإخبارية والتواصل أو المعارض الخاصة بالمشروع ؟ ... ماهي قصة الحفارات العملاقة التي حفرت أنفاق المشروع وكيف تم التخلص منها ؟ كيف سيغير هذا المشروع الوجه الحضاري والاجتماعي للعاصمة ؟ ماهي قصة المواد المستخدمة في بنائه وكم توازي حجمها من الحضارات الأخرى؟ كم عامل ومهندس ومنتفع عمل في بنائه، وكيف كانوا يعيشون ويقضون أيامهم ؟ والكثير من الأسئلة المثيرة التي ستكون الإجابة عليها عبارة عن قصص إنسانية وحضارية واجتماعية وثقافية وأدوار مختلفة لن تنتهي. اليوم نحتاج أن نسوق قصصنا لأنفسنا أولا لنعزز جودة الحياة ثم نسوقها للعالم كفلسفة حضارية في قصص فالزمن الذي نرسل فيه مصورا يحمل كاميرا ليلتقط مجموعة من الصور للمشروع ثم بث مقاطع عن هذا المشروع مع موسيقى انتهى منذ فترة، وباتت الجهات المعنية ملزمة بصناعة محتويات قصيرة ومباشرة وجذابة وتوزيعها على الجميع وفي المدارس والجامعات والقنوات الفضائية ومواقع التواصل، بتنا ملزمين بابتكار وسائل وطرق جديدة وحديثة لإيصال صوتنا ومنجزاتنا للداخل والخارج بما يوازي تطلعات قيادتنا ومجتمعنا ورؤية 2030 ذات الطموح والفلسفة العميقة.