علنت مصر عن تسيير أولى رحلاتها الجوية المباشرة من مدينة القاهرة إلى مدينة بورتسودان السودانية. وجاء في بيان إعلامي صادر عن وزارة الطيران المدني المصرية مساء امس، أن تلك الخطوة ستأتي بدءا من أول شهر سبتمبر المقبل، وبواقع رحلة واحدة يوميا، وذلك بعد أن أعاد السودان فتح المجال الجوي في القطاع الشرقي، عقب إغلاقه بسبب الصراع الذي تفجر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أكد موقف بلاده الثابت والراسخ بالوقوف إلى جانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، آخذاً في الاعتبار "الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين". جاء ذلك خلال استقبال السيسي بمدينة العلمين الجديدة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي. وقال المتحدث، في بيان نشره عبر صفحة الرئاسة بموقع "فيسبوك"، إن السيسي أكد خلال اللقاء "اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي، من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة". من جانبه، أعرب البرهان عن تقديره البالغ "للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين"، مشيداً ب"المساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصة من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين بمصر"، ومعرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده ل"الدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية". وأضاف المتحدث أن "اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل". وطبقا للمتحدث تناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر. وفي الأثناء، قُتل في السودان 39 شخصا، غالبيتهم من المدنيين في قصف في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وفق مصدر طبي وشهود. وضع مصر في الصورة وأعلن مجلس السيادة السوداني، أنّ رئيسه وصل إلى مدينة بورتسودان المطلّة على البحر الأحمر، بعد أن استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة العلمين الواقعة على الساحل الشمالي لمصر. وكان البرهان، أدلى في مصر بتصريحات لقناة "القاهرة" الاخبارية "قصدنا (من الزيارة) أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة، واطلاعها على تطورات الموقف". وأضاف "نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب، ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة، من خلال انتخابات حرة نزيهة". وأشار البرهان إلى استعراض ملف الجالية السودانية الكبيرة في مصر خلال الاجتماع مع السيسي، خصوصا بعد أن انضم إليها عدد كبير من الوافدين منذ اندلاع الحرب. ودخل مصر منذ بدء الحرب في السودان نحو 290 ألف شخص، بحسب إحصاءات الحكومة المصرية والأممالمتحدة. ومنذ يونيو أعلنت السلطات المصرية استحداث إجراءات جديدة، تلزم بموجبها كل السودانيين الراغبين في دخول أراضيها، بالاستحصال على تأشيرة دخول مسبقة، معللّة ذلك بمواجهة أنشطة "غير قانونية" شملت عمليات تزوير. 5 آلاف قتيل والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة بنيالا. وذكرت الأممالمتحدة في تقرير أن المعارك في نيالا خلّفت منذ 11 أغسطس "60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح". وأسفرت الحرب منذ اندلاعها عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية مرشحة، لأن تكون أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، وليس في الإمكان التنقّل ومعاينة الوضع على الأرض. ويتعذّر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما. وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4,6 ملايين شخص على الفرار، وفق إحصاءات الأممالمتحدة. وخلال زيارة إلى دولة جنوب السودان، حذّر المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أنّ 240 ألف مواطن من جنوب السودان كانوا لاجئين في السودان، عادوا بسبب الحرب إلى بلدهم "الذي يعاني أساساً من أزمة إنسانية رهيبة".