وصل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى مطار مدينة العلمين الساحلية في شمال مصر، حيث استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في زيارة هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع، قبل أكثر من أربعة أشهر. ميدانياً، قُتل 39 شخصا، في قصف لنيالا في ولاية جنوب دارفور، وفق مصدر طبي وشهود. وأفاد بيان صدر عن المجلس السيادي السوداني، أن البرهان "وصل الى مطار العلمين الدولي" وكان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وكان بيان سابق للمجلس، أشار إلى أن الزيارة تهدف إلى إجراء "مباحثات مع الرئيس السيسي، تتناول تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين". وكانت المملكة العربية السعودية شارك في جهود وساطة مع الولاياتالمتحدة، لوقف الحرب في السودان، كما أبدت مصر بدورها استعدادها للتوسط. وهي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء المعارك العنيفة في 15 أبريل، والتي حصدت آلاف القتلى وملايين المشردين ودمارا وانتهاكات واسعة. وكان البرهان، وصل الأحد إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، بعد تفقده للمرة الأولى منذ بدء الحرب، عددا من المناطق الأخرى خارج الخرطوم، حيث لازم لمدة أربعة أشهر مقرّ قيادته الذي كان يتعرّض لحصار وهجمات متتالية من قوات الدعم السريع. واستبعد البرهان، خلال تفقده جنودا في قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر والتي بقيت بمنأى عن الحرب حتى الآن، أي فرصة للمفاوضات. وقال للجنود ولصحافيين في قاعدة فلامنغو البحرية "المجال ليس مجال الكلام الآن.. نحن نكرّس كلّ وقتنا وجهدنا للحرب لإنهاء هذا التمرّد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع. وكان دقلو نائبا للبرهان في مجلس السيادة قبل الحرب. وأثمرت وساطات سعودية أميركية خلال الأشهر الماضية اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار لكنها لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا. خمسة آلاف قتيل اشتدت وتيرة المعارك في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث قُتل 39 شخصا على الأقل جراء قصف طال منازل، بحسب ما أفاد شهود ومصدر طبي وكالة فرانس برس. وقالت المصادر "أدى سقوط قذائف على منازل مدنيين في حي سكة الحديد بنيالا، إلى مقتل 39 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال.. وبينهم أسرة قُتل كل أفرادها". ووصف الناشط الحقوقي السوداني أحمد قوجا، عبر حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقا) ما حدث في نيالا بأنه "مجزرة.. راح ضحيتها 39 طفلا وامرأة ورجلا في لحظات قليلة".ونيالا من أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور في غرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة. والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة بنيالا. وذكرت الأممالمتحدة في تقرير أن المعارك في نيالا خلّفت منذ 11 أغسطس "60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح". وأسفرت الحرب منذ اندلاعها عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية مرشحة لأن تكون أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، وليس في الإمكان التنقّل ومعاينة الوضع على الأرض. ويتعذّر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما. وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4,6 ملايين شخص على الفرار، وفق إحصاءات الأممالمتحدة.