بعدما لمسته من منسوبي نادي الشباب والذي خيم الوجوم والحزن عليهم فصبوا جام غضبهم على الهلال تحديداً بعد انتقال نجمهم الدولي حسان تمبكتي لتمثيل الهلال، وجدت أنه من الضروري أن نستذكر بعض الأحداث السابقة التي تخص ناديهم والتي تمثلت في انتقال أهم نجوم الفريق للأندية الأخرى على فترات متفاوتة، حيث سبق للأمير خالد بن سعد وهو الرمز الشبابي العريق أن باع عقود نجوم الفريق حينها فؤاد أنور، فهد المهلل، صالح الداود للنصر وعلل ذلك بعدم توفر السيولة المادية للنادي ورأى نفسه مرغماً لا راغباً في هذا القرار تلاه وسبقه انتقالات جمة منها مرزوق العتيبي، عبدالله الواكد، عبدالله الشهيل، أحمد شراحيلي للاتحاد، ناصر الشمراني، عزيز الخثران، عبدالله الحمدان للهلال، خالد المعجل، عبده عطيف، عبدالله الخيبري، عبدالمجيد الصليهم، نايف هزازي للنصر، محمد العويس للأهلي وغيرهم.. فيجب على الشبابيين إدراك أن ناديهم محدود الجماهيرية وبالتالي فهو محدود الملاءة المالية ولا يملك عقوداً استثمارية تدر عليه الأموال وهذه لا تأتي إلا إن امتلك النادي قاعدة جماهيرية يضمن من خلالها الراعي استعادة أمواله، فاعتماد الشباب في مداخيله تقوم على قوة رئيسه المالية وهذه لم تتوفر إلا في خالد البلطان فقط وعلى بيع عقود نجومه حتى يسير النادي من خلالها شؤونه، فانتقال حسان تمبكتي ليس بدعاً من الانتقالات وليس الانتقال الأول من نوعه حتى يغضب الشبابيون كل هذا الغضب مقروناً بشيء من الحنق! قضية حسان تمبكتي واضحة جلية لا تحتاج لكل هذه الضجة المفتعلة فكل الحكاية أن نادي النصر اتفق مع اللاعب ومع ناديه على الانتقال ثم أخل النصر بأحد الشروط فاتجه الشباب ولاعبه للعرض الآخر "الممتاز" والمفيد للنادي وهو عرض الهلال وقبلوا به، عرض الهلال للشباب يصل مجملاً بتفاصيله لسبعين مليون ريال إضافة لبعض المميزات الأخرى وهذا مبلغ كبير وسينعش الخزينة الشبابية فلا أعلم أين مكمن الغضب من هذا الانتقال؟! فحجة من يطالب بالحفاظ على حقوق النادي غير مقبولة بسبب أن المبلغ المتفق عليه كبيراً ومناسباً للاعب وللنادي وإلا لما وافقا عليه، وحجة من يطالب بالحفاظ على مكتسبات النادي والمحافظة على اللاعب واهية بسبب أن اللاعب سينتقل قولاً واحداً ولن يستمر في الشباب وقد صرح برغبته بالرحيل علناً وهو الذي وافق على عرض النصر قبل الهلال، وحجة من يدعي بطلان الانتقال لأن الرئيس التنفيذي لم يوقع العقد باطلة كذلك بسبب أن المخول بتوقيع العقود هما رئيس النادي والرئيس التنفيذي وهذا ما حدث، لا سيما وقد أيد ذلك قرار لجنة الاحتراف بالاتحاد السعود الذي حسم القضية ووثق عقد انتقال اللاعب للهلال واعتباره مستوي الشروط والأركان! على الشبابيين التركيز على ناديهم واعتبار تمبكتي كان لاعباً شبابياً ومضى وألا يتوقفوا عند هذه القضية كثيراً فالفريق يحتاج التفاته من محبيه الحقيقين والمخلصين والذين يهمهم الشباب والشباب فقط والابتعاد عن ثنائيي الميول الذين لا يهمهم الشباب ولا مصالحه ولا مكتسباته فهم وإلى وقت قريب اعتادوا الانتقاص منه ومن جماهيريته ومن قيمته ومكانته وأشركوه فيما سموه بالتحالف الثلاثي وأحداً من أضلاعه...! أما الهلال فقد اعتاد على هذه الجلجلة والضجيج في كل خطوة يخطوها ولن يتأثر بها، فقد اعتاد خوض المنايا حتى أصبح أهون ما يمر به الوحول، وطالما أمر الحصون فما عصته بل انقادت له وأطاعته، ولم يصعب عليه سلوك الحزونة والسهول رغم كل ما يعترضه من عراقيل وتشغيب، ولذلك اسمه الهلال ومسكنه السماء. خاتمة.. "الحق أبلج والباطل لجلج".