انتزع النصر «المدعوم» بالصفقات التاريخية والمدجج بالنجوم كأس الملك سلمان للأندية العربية كما هو متوقع. فاز النصر بالبطولة وهو الذي كان «المرشح» الأول لتحقيقها قبل انطلاقها. فوزه جاء طبيعياً وفق هذا الزخم المادي المهول والحشد الإعلامي الضخم الذي تلقاه ويتلقاه. لا شك أن النصر كان الفريق الأفضل في البطولة وهو الأحق بتحقيقها. ولكن، البطل الحقيقي هو صنع هذا الفريق القوي؟! رونالدو، ساديو ماني، بروزوفيتش، فوفانا، تيليس. عزيزي القارئ هذا ليس سكواد الريال أو الليفر أو المانيو فلا أحد من هذه الفرق قادر على ضم كل هؤلاء النجوم دفعة واحدة. وحده النصر السعودي من يستطيع فعل ذلك، شخصياً أعتبر البطل الحقيقي للبطولة هو صندوق الاستثمارات بدقة اختياراته وسرعة إنهاء مفاوضاته مع هؤلاء النجوم السوبر. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن الدولي السنغالي لاعب الليفر والبايرن ساديو ماني قُيد في سجلات صفوف النصر قبل إنهاء إجراءات التوقيع معه ورفع اسمه لمنظمي البطولة قبل انطلاق البطولة. في أي بطولة أخرى سيرفض هذا الطلب، بينما في هذه البطولة فالأنظمة مجهولة وغريبة وليس لها مسطرة أو معيار. في المقابل نجد فريقاً كالشباب شارك في البطولة ولم يُدعم بأي لاعب البتة وكأن اسمه فريق الشباب الأنغولي. فريق عريق تمثله أسماء ضعيفة جداً لا تتناسب مع المرحلة، ورغم ذلك حاول وكافح وناضل «بجهده وبعرق جبينه» وليس بجهد غيره. أيضاً الهلال «سكتوه» بكم لاعب من الفئة B أو C وألقوه في يم البطولة وقالوا له: إياك إياك أن تبتل بالماءِ. الهلال دخل البطولة بلا مهاجم وبلا 9،5 أو 10 وبلا ظهير أيسر وكل تلك المراكز احتياجات مهمة ولم يُحرك تجاهها ساكناً، وكأن اسمه لم يكن الهلال السعودي، هل تصح مقارنة لاعبين لم يسمع بأسمائهم أحد قدموا من ولفرهامبتون ولاتسيو وزينيت سانت بطرسبرغ بآخرين تم جلبهم من البايرن والمانيو والانتر وصورهم تتصدر الصحف العالمية والمواقع الإلكترونية؟! نجوم خاضوا نهائي دوري الأبطال الأوروبي ونالوه، ونهائي كأس الأمم الأوروبية للمنتخبات وفازوا به. نجوم يلعبون في أي فرقة وتحت أي مدرب وينسجمون مع أي خطة وتشكيلة ويتأقلمون مع أي رسم تكتيكي ونهج تدريبي. نجوم يتم جمعهم في فريق واحد ويطلب من البقية منازلته؟ هزيمة الهلال في نهائي البطولة ليست كارثة والبطولة ليست بتلك الأهمية على الأقل من جانب الجماهير الزرقاء ولكن ما يخيف المدرج الهلالي هو ما بعد البطولة. فالكتاب يقرأ من عنوانه وليالي العيد تبان من عصاريها. ميسي، مبابي، برناردو سيلفا، ميتروفيتش، أوسيمين، نيمار كل هؤلاء ذكر أن الهلال فاوضهم، ولكن لا أحد منهم أتى!! أين مكمن الخلل؟! هل الفكرة ترك الهلال كما هو ورفع مستوى المنافسين حتى ينافسوه ويتغلبوا عليه؟ أم محاصصة البطولات ومقاسمتها بين الأندية؟ أم أن الهلال يسهل بيعه لاحقاً وليس بحاجة لأسماء لامعة بينما يجب دعم الآخرين حتى ترتفع أسهمهم ويجدون من يشتريهم؟ أياً كان السبب فقد ظلم الهلال ظلماً واضحاً ونحر نحراً أليماً بدم بارد. إن لم يرد الصندوق دعم الهلال بلاعبين يوازون نجوم المنافسين فللهلال مداخيله وأمواله ورجالاته وهو قادر على جلب النجوم بمفرده فقط أطلقوا له العنان وأرخوا عن يديه الأغلال وأميطوا عن فمه اللجام واللسان. ميمات: قال الشاعر الأموي يزيد بن الطثرية: ألا رُبَّ راجٍ حاجةً لا ينالها وآخر قد تقضي له وهو جالسُ يروحُ لها هذا وتقضي لغيرهِ فتأتي الذي تقضي له وهو آيِسُ