عُرف الفن منذ الأزل أنه صنع جميل يعتمد على الإبداع والفكر بطريقة أنيقة ومبدعة ومبتكرة، حيث يعد الإنسان صانع الفن الأول وهو من أسس قيمة الفن بروحه التي يضفي بها كل جميل إلى الحرف والمهن وهو من بدأ الفن وصنعه لكن حين تُجرد اللوحة من الإنسانية فإنها ستتحول إلى فن مبتذل، وللقضية أبعاد مختلفة ومتشعبة ومن أهمها أن من رسمها لا يملك قيمةً إلا الشهرة!! حيث جنى شهرته بدون موضوعية تتعالى قيمة لوحته حتى وإن كانت مبهمة خالية من الإبداع والحس والروح، وسؤالي كيف جُرد الفن من الإنسانية؟ حين تقارن قيمة اللوحة بشهرة الإنسان ويتم تجاهل العمق الأساسي للفن لأن من رسمها ليس مشهوراً ولم يعرف كيف يسوق لاسمه أو يصنع لنفسه مكاناً في مجال الحرفة. هنالك فتيات شابات سعوديات يرسمن بكل جمال وبأبهى صورة وأجمل منطق وبطريقة احترافية ويأتي من يلقبهن بالهاويات ليقللوا من قيمة لوحاتهن الفنية ويدعون بأنهم يعلمون ويميزون اتجاهات الحرفية، لقد احتكر البعض هذه الساحة وبالغوا في إعطاء أنفسهم قيمةً فنية تخلو لوحاتهم منها. إذاً فكيف لفنان أن يخالف الواقع والمنطق في تقييمه؟ كيف له أن يجرد الإنسان من قيمته لمجرد أنه غير مشهور وهل باتت الشهرة البائسة غير المهنية مجالاً لرفع غير المهنيين وتجاهل المحترفين؟ في زمان مضى كان الناس يشتهرون بأفعالهم أما الآن فمشاهير الفلس باتوا ينشرون البؤس في كل مكان! بلا فكر وبلا رسالة وبدون مبدأ اشتهروا لمجرد أنهم خرجوا عن المألوف واستأنسوا بالتفاهة. وليس كل من يمسك بريشته ويلون ويخربش يعتبر فناناً، ولكن قيمة الفنان تكمن في شخصه وكيانه تكمن في روحه التي ينقلها لنا في لوحته الفنية ومن خلال فكره الذي يحاكينا حين نرى إنتاجه. لقد فتحت مملكتنا الحبيبة كل الأفق للشباب والشابات لبناء مستقبل مبدع مميز ومختلف، ولكنّ مبتذلي الفن يريدون احتكار الساحة ومحاربة هؤلاء المبدعين حيث ستضيع الكثير من المواهب بسبب صعوبة الاستمرارية دون جدوى أو بلا مقابل.