طبّق سريرياً مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، تقنية حديثة ابتكرها باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتنقية "كاوست"، لتشخيص الأمراض المُعدية بسرعة وفعالية تفوق التقنيات المستخدمة حالياً، الأمر الذي يتيح للأطباء الكشف على الحالات المرضية خلال مراحلها المبكرة. ويأتي التعاون الوثيق بين "التخصصي" و"كاوست"؛ بهدف التحقق من ملاءمة الابتكار للبيئة السريرية، والتثبت من دقة أجهز الاستشعار، وتقييم النتائج مقارنةً بالتقنية الحالية، وتحسين الأداء، وتهيئتها للاستخدام السريري في المستقبل القريب. وشخصت الاختبارات الأولية للتقنية ميكروب فيروس كورونا المستجد من خلال عينات قدمها "التخصصي"، وأظهرت النتائج دقة وسرعة التقنية المبتكرة في تشخيص الإصابة بالفيروس مقارنةً بالتقنيات السابقة. وتعتمد التقنية على أجسام مضادة نانوية مستخرجة من الجِمال، تمتاز بحجمها المتناهي الصغر مقارنة بالأجسام المضادة البشرية، مما يجعلها تتفاعل بشكل أسرع وأقوى مع الميكروبات المُعدية، فتنتج طاقة يتم تحديدها وقياسها بحساس بيولوجي صنع خصيصاً لهذا الغرض. وتقيس التقنية الحديثة الطاقة الناتجة عن تفاعل الأجسام النانوية (Nanobody) مع الميكروبات، باستخدام جهاز متقدم ابتكره علماء جامعة "كاوست"، حيث يمكن للجهاز التعرف على المؤشرات الحيوية للأمراض من عينة واحدة، بسرعة أعلى وبتكلفة أقل. وتساهم التقنية المبتكرة في التغلب على الجائحات العالمية المستقبلية المحتملة، لقدرتها على تسريع التشخيص والعزل؛ اللذين يُعدان العاملين المهمّين في مكافحة الأوبئة، وهو ما يجعل التقنية الحديثة بمثابة ثورة في عالم الأوبئة، من شأنها الحد من انتشار الأمراض والجائحات عن طريق التشخيص المبكر للعدوى والعزل السريع للمصابين. وتعد التقنية إنجازاً علمياً في مجال تشخيص الأمراض المُعدية، لقدرتها على تحليل العينات بشكل أدق وأسرع، إذ تمكن من الكشف على عدد قليل جداً من النسخ الفيروسية مقارنة بالتقنية الحاليةالتي تتطلب وجود مئة وحدة فيروسية أو أكثر، كما تقلص الوقت اللازم لإجراء الاختبارات من 60 إلى 15 دقيقة فقط. ويعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من بين المستشفيات الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنِّف مؤخراً في المركز ال 20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس (Brand Finance).