في البداية لا بد من التنويه أن العنوان مقتبس من اسم فيلم من روائع السينما المصرية (عودة الابن الضال) للراحل يوسف شاهين، الذي تدور أحداثه حول شخص يعود بعد غياب لقريته، ويجد الأهالي يعلقون آمالهم عليه بالخلاص من الوضع الراهن المزعج لهم. وكلمة ضال لها عدة معاني باللغة العربية والمعنى الذي أقصده أي الغائب أو البعيد. وحال الجماهير الهلالية أشبه بحال أهالي قرية الابن الضال الذين ينتظرون المخلص من الوضع الراهن غير المرضي لهم الذي يكمن في شخصية خيسوس. أقيل خيسوس في عام 2019 من تدريب الهلال في قرار يعد من الأعجب والأغرب في تاريخ مدربي الهلال، ويبرز العجب أن الهلال مع خيسوس كان متصدراً للدوري وقت إقالته، وعاد وهو يقول عدت سعيداً للمكان الذي كنت سعيداً به من قبل. ولا شك أن عودته أسعدت الجماهير الزرقاء. وعلى الرغم من تحقيق الهلال الموسم الماضي لوصافة كأس العالم للأندية وكأس خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، إلا أن إيقاف الهلال عن التسجيل لفترتين أصاب الهلاليين بالإحباط والإحساس بعدم عدالة قرار الإيقاف الصادر من لجنة فض المنازعات في الاتحاد السعودي لكرة القدم والأمور المصاحبة له من توقيت القرار ليلة عيد الفطر المبارك ورفض التدابير الوقتية وعدم مراعاة مشاركة الهلال في مونديال الأندية، الذي رغم تلك الأمور إلا أن الهلال استطاع التفوق على نفسه وعكس جميع التوقعات بتحقيقه وصافة كأس العالم وتحقيق كأس الملك والمحافظة على سلسلة المواسم المتتالية التي يكون فيها في لائحة شرف الموسم للأبطال. حقق الهلال مع خيسوس أفضل انطلاقة في موسم 2018 بتحقيقه 9 انتصارات متتالية برقم غير مسبوق بتاريخ مشاركة الهلال بالدوري، وعندما نقول برقم غير مسبوق بتاريخ الهلال يعني أنه غير محقق من غيره من أندية الدوري لأن الهلال بلغة الأرقام في الدوري لا يتجاوزه أحد في شتى المقارنات، يُنتظر من خيسوس أن يعيد الأزرق لعشاقه متوهجاً لنرى فيه لمعان هلال خيسوس 2018. ولأن التعاقدات الأخيرة والعناصر الموجودة أبرز مما كانت عليه في فترته السابقة، ذلك يجعلنا أن نتنبأ بهلال مرعب، رغم أن تعاقدات الهلال لم تكن مماثلة للأندية بحجم الأسماء الأخرى، أي أنهم ليسوا نجوم صف أول كما لدى الاتحاد والنصر والأهلي، إلا أن اختيار إدارة الهلال كان مبنياً على الاحتياج وهو بناء للمستقبل ينقصه اختيار مهاجم قناص يكون قطعة الكرز في كعكة الهلال، ويكتمل الهلال بدراً. ما يميز الهلال في هذا الموسم عن بقية المنافسين من الأندية الثلاثة هو المدير الفني الذي عاش وتعايش مع أجواء الدوري سابقاً، ويعرف طبيعة المنافسة، ويعرف عقلية اللاعب السعودي ويجيد التعامل معها، عكس بقية مدربي الاتحاد والنصر والأهلي الذين لم يسبق لهم العمل بالأندية السعودية. ماذا تتنظر الجماهير الهلالية من خيسوس؟ 1- تنتظر أن تعود أفضل نسخة لمحمد كنو الذي كان أكثر من طالته سهام النقد الموسم الماضي بتسببه في فترتي الإيقاف وعدم جديته في كثير من المباريات، مما أصاب الجماهير الزرقاء بالحنق عليه ونعته بالبرود وعدم المبالاة، لكن كنو يعد الفتى المدلل لجيسوس، إذ لم يغب كنو عن أي مباراة كانت تحت قيادة جيسوس والتي وصل عددها إلى 25 مبارة، أكمل 90 دقيقة في 23 منها واثنتين تم تبديله في ربع الساعة الأخيرة. أتمنى أن يكون كنو على قدر من الوعي والمسؤولية، والفرصة مواتية لمصالحة الجمهور الهلالي. 2- يُنتظر من خيسوس عودة إنعاش نجومية محمد البريك الغائبة، البريك شارك تحت قيادة خيسوس في 18 مباراة من أصل 25، سجل هدفاً وصنع 6 أهداف، لا بد للبريك من استغلال ثقة خيسوس ليعود لمنصة التألق وضمان خانة في صفوف المنتخب في كأس آسيا القادمة، في ظل تميز ووفرة أكثر من عنصر محلي يصيب المتابع بحيرة أيهم الأنسب للخانة. 3- كاريو، من يراه يعرف أن لديه الكثير الذي لم يرَ. بعد نهائي دوري أبطال آسيا 2019 أصبح كاريو الحاضر الغايب، والكل تكهن برحيل البيروفي نهاية الموسم، لكن مع عودة خيسوس اختلف الأمر، لأن خيسوس هو من أقنع كاريو بالقدوم للهلال، أظن أننا سنرى أفضل مواسم كاريو إن استمر وفق احتياج الفريق وسيضع فيها عصارة خبرته بالدوري. 4- سالم الدوسري، لا بد عليه إثبات نفسه من جديد واستغلال ثقة خيسوس الذي رفض تمديد إعارته لفياريال 2018، ومصالحة الجمهور بعد أحداث النهائي الآسيوي الأخير، والتركيز على كرة القدم، وليس شيئاً غيرها، وترك مصادمة الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي. 5- المعيوف، لا بد أن يبرهن لخيسوس أنه مغاير لمعيوف 2018، وأن يعرف المعيوف أن المنافسة على مركز الحراسة مع وجود العويس شرسة، رغم أن الجماهير الهلالية تدين بالفضل للمعيوف في الموسم الماضي، فقد كان الأبرز وهو من أهم أسباب تخطي عقبة الوحدة في نهائي كأس الملك. موسم منتظر ومشوق ينتظرنا، نتمنى من الناقل الرسمي للدوري أن يكون على قدر الحدث لأن الدوري أصبح محط أنظار العالم، دمتم بود. مصعب البصيلي الهلال - عدسة المركز الإعلامي بالهلال مصعب البصيلي