جنى مزارعو محافظة الأحساء مطلع الأسبوع الجاري، بواكير محاصيل رطب الغر والطيار والمجناز، التي توافرت في أسواق النفع العام والتمور في المحافظة بسعرٍ يتراوح ما بين 20 إلى 80 ريالًا للكرتون، وذلك بحسب نوع الثمرة وحجمها ونظافتها. وأوضح المزارعون أنهم يقومون قبل موسم جني الرطب بتسميد تربة النخيل والعناية بها وتكريبها، ثم تلقيحها وسحب العذوق قبل فصل الصيف، حتى وقت جني الرطب وذلك حسب نوع النخلة المنتجة. وأضافوا أن بعض النخيل ينتج الرطب في مطلع فصل الصيف والبعض يتأخر إلى نهايته، مؤكدين أن النخيل تتحمل حرارة الصيف والرطوبة وهو الأمر الذي يسهل جني الرطب بأسرع وقت، حيث يتسابق الفلاحون إلى إنتاج محصولهم من الرطب حتى ينتهي بتحويله إلى التمر. بدوره، أوضح أستاذ علوم الغذاء والتغذية المساعد في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل الدكتور ناشي القحطاني أن نمو ثمرة نخيل تمر بخمسة أطوار تتمثل في مرحلة "الكمري" والتي تمتاز بصغر حجم الثمر، ثم مرحلة "الخلال" الذي يحدث فيه استطالة للثمرة، ومرحلة "البسر" وبعدها "الرطب" وصولًا إلى مرحلة "التمر". وأضاف أن واحة الأحساء تضم أكثر من ثلاثة ملايين نخلة تمثل 20 صنفًا من أنواع النخيل المختلفة التي تنتج سنويًا أكثر من 100 ألف طن من الرطب والتمور يتم تسويقها إلى مختلف أسواق المملكة ودول الخليج العربي من خلال مزاد مهرجان التمور في محافظة الأحساء الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من المتسوقين. وأشار إلى أن الأحساء تشتهر بأنواع عديدة من الرطب الحساوية، التي منها الطيار والمجناز والغر والخلاّص والشيشي والشبيبي والخنيزي والشهل والوصيلي والزاملي والهلالي والحاتمي وأم رحيم، مبينًا أن بعضها يعطي ثمره في منتصف فصل الصيف، والبعض الآخر يظهر في آخر موسم الرطب. وأوضح أن التركيب الكيميائي للرطب يعتمد بحسب تفاوت نسبة الرطوبة وكمية المواد الصلبة الذائبة الكلية التي تتمثل في السكريات والبروتينات والدهون وذلك حسب مرحلة نضج الثمار ونوعها. ولفت إلى أن الرطب يمتاز بمحتوى عالٍ من الماء وانخفاض السعرات الحرارية، ويُعدُّ مصدرًا غنيًّا بالألياف الغذائية، كما يحتوي على مجموعة من مضادّات الأكسدة، إضافةً إلى العناصر المعدنية "الرماد" المتمثلة في البوتاسيوم، والفوسفور، والمغنيسيوم، والحديد، والزنك، والنحاس، والمنجنيز، والصوديوم. من جهته، أبان أستاذ علوم البساتين وإنتاج الفاكهة في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور صالح التركي أن واحة الأحساء تعد من أكبر واحات النخيل على مستوى العالم، وتنتج ما يعادل 10 % من كمية التمور في المملكة. النخل تتحمل حرارة الصيف والرطوبة وهو ما يسهل جني الرطب ثمرة النخيل تمر بخمسة أطوار الرطب يمتاز بمحتوى عالٍ من الماء وانخفاض السعرات الحرارية