المنظومة الإدارية تكتمل روعتها بالعنصر البشري والبعد الإنساني وهو الإنسان السعودي الذي يعمل بكل إخلاص في أداء مسؤولياته لخدمة الحجاج، أداء يعكس ثقافة المملكة الإنسانية ودورها المسؤول وأخلاقيات العمل الذي يعطي بلا حدود ويتفانى في تقديم الخدمات وتأدية المهام والمسؤوليات.. تقدم المملكة العربية السعودية في موسم الحج إدارة فريدة في النظام والتنظيم والحجم والإمكانات البشرية والمادية والخدمات تشارك فيها جميع أجهزة الدولة. العمل الإداري الذي تقدمه المملكة في تنظيم وتسهيل أداء فريضة الحج عمل ضخم يتطور من سنة لأخرى ولا يتوقف عند حدود معينة، بل يستجيب ويتكيف مع المتغيرات والاحتياجات من أجل تأمين رحلة إيمانية آمنة تخدمها ما يقرب من 40 جهازاً حكومياً، يتم التنسيق بينها لتقديم منظومة متكاملة من الخدمات ذات الجودة العالية، تشمل الخدمات الصحية والتنظيمية واللوجستية والأمنية. التطوير الإداري عملية ذات أبعاد ثقافية وإجرائية وتقنية، وهذا ما حدث ويحدث في تنظيم وتسهيل أداء فريضة الحج للتكيف مع زيادة أعداد الحجاج، وهو أمر تطلب توسيع نطاق مشاركة أجهزة الدولة وتقديمها كمنظومة متناغمة، هذا التناغم أو التنسيق هو بحد ذاته تطور بالغ الأهمية. لعلنا هنا نلخص بعض الأفكار والإجراءات والخطوات الإدارية التي تتطور بلا حدود بهدف تسهيل وتنظيم أداء فريضة الحج وما وصلت إليه في عام 1444 لخدمة مليوني حاج من 10 دولة: * التخطيط والإعداد المبكر للحج بشكل مبكر. * التأكيد على أن الحج لأداء النسك وليس لرفع الشعارات السياسية، الحزم والجدية في هذا الأمر لمصلحة الجميع. * العمل على مدار العام وليس بشكل موسمي. * الخدمات الإلكترونية المتطورة. * التجارب الافتراضية للحج. * برامج التوعية للحجاج بشعائر الحج. * فتح المجال للشركات لتقديم خدمات الحج. * مبادرات نوعية وتشريعية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لتأدية مناسك الحج. * مبادرة طريق مكة التي اختصرت وقت انتظار الحجاج في المطار. * منصة (نسك حج) ب7 لغات التي توفر للحاج باقات متنوعة وخدمات تشمل السكن والإعاشة وتذاكر الطيران والمواصلات والمرشدين المرافقين والحصول على تأشيرة الحج. الباقة الاقتصادية استفاد منها أكثر من مليون حاج. * بطاقة الحاج الذكية التي تساعد في تقديم الخدمات للحاج حسب المعلومات الخاصة به. * تطوير وتنوع وسائل نقل الحجاج، توفير 277. 18 حافلة مصرحة لنقل الحجاج. تلك بعض خطوات التطوير الإداري التي أشار إليها معالي وزير الحج والعمرة الأستاذ توفيق الربيعة في المؤتمر الصحفي، وهي جزء من منظومة ضخمة من الخدمات تقدمها المملكة لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين من الداخل والخارج. تلك الخطوات وما تضمنته من أفكار ومبادرات جديدة تعكس الدور المسؤول الذي تقوم به القيادة الرشيدة، وتؤكد حرصها على التطوير المستمر لجميع العمليات التي تنظم أداء فريضة الحج لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجودة. تلك المنظومة الإدارية تكتمل روعتها بالعنصر البشري والبعد الإنساني وهو الإنسان السعودي الذي يعمل بكل إخلاص في أداء مسؤولياته لخدمة الحجاج، أداء يعكس ثقافة المملكة الإنسانية ودورها المسؤول وأخلاقيات العمل الذي يعطي بلا حدود ويتفانى في تقديم الخدمات وتأدية المهام والمسؤوليات، محفزاً بالعوامل الدينية والإنسانية والوطنية وما ينتج عنها من رقابة ذاتية ملحوظة في مراحل العمل المختلفة سواء في المكاتب أو في الميدان وفي جميع مستويات منظومة العمل الوظيفي حيث لا يكتمل العمل إلا بمشاركة الجميع وأهمية كل الأدوار وكل العاملين دون النظر للمستويات والمسميات الوظيفية، وهذا هو ما يحدث فعلاً على أرض الواقع. كل ما سبق هو خطوات تطويرية مستمرة تهدف كما جاء في رؤية وزارة الحج والعمرة إلى أن تكون رحلة الحج والعمرة والزيارة مقننة وسهلة وميسرة في جو من السكينة والطمأنينة، هذا التقنين يتطلب تطوير الأنظمة وتوظيف التقنية ورفع كفاءة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن وإكمال البنى التحتية بهدف توفير ضيافة دينية بمعايير عالمية كما تشير رسالة الوزارة، وهو ما يتحقق فعلياً بصورة متتابعة ويتطور من سنة لأخرى.