لم يعد البحث العلمي ترفا بل بات معيارا رئيسا لقياس تقدم الأمم وخيارا استراتيجيا في سباق العلم والمعرفة بين كافة دول العالم. وفي السنوات الأخيرة ركزت المملكة على البحث العلمي ليكون من أهم الاستراتيجيات والمبادرات التي تدعمها الرؤية السعودية 2030م وإذا كان البحث العلمي خيارا هاما للمؤسسات والشركات الاقتصادية فإن أهميته تزداد في القطاع الصحي للمحافظة على صحة وسلامة الانسان ومواجهة الأوبئة والفاشيات التي تواجه البشرية في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية "كاساو" اجتمعت كافة عناصر نجاح البحث العلمي بوجود الكوادر البشرية المؤهلة من العلماء وأساتذة الجامعات إلى جانب مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) ذلك الصرح العلمي المجهز باحدث الأجهزة والمدجج بالعلماء وأساتذة البحث العلمي. "الرياض" شاركت ضمن وفد إعلامي في جولة موسعة شملت جامعة الملك سعود للعلوم الصحية "كاساو" ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث "كيمارك" والبنك الحيوي واستمرت زهاء الأربع ساعات. في بداية الجولة تحدثت المدير العام المكلف للإدارة العامة للعلاقات الجامعية والشؤون الإعلامية الدكتورة صبرية جوهر عن رؤية الجامعة وأهدافها مؤكدة أنها جامعة علوم صحية رائدة عالميا وطموحة لخدمة صحة الوطن لتخريج ممارسين صحيين متميزين، وتعزيز تكامل التعليم الصحي المتقدم مع البحث العلمي الإبداعي، وترسيخ الشراكة المجتمعية الفاعل. وأشادت د. صبرية بدور وسائل الاعلام في توعية المجتمع وإيصال رسالة الجامعة مشددة على أن الجامعة تمد أياديها لكافة وسائل الاعلام وترحب بالتعاون في كافة المجالات. من جانبه تحدث المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث "كيمارك" الدكتور أحمد العسكر عن أهداف المركز ودوره في البحث العلمي مؤكدا على تنامي النشر العلمي للأبحاث العلمية التي تعد من قبل المركز بنسبة تزيد عن 500 % حيث وصلت الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية عالمية في 2022 ما يقارب 2000 بحث علمي وأضاف كما بلغ عدد براءات الاختراع التي حققها المركز 50 براءة اختراع لافتا لوجود ما يقارب 200 طلب تسجيل براءة اختراع. وتناول د. العسكر جانبا من الأبحاث العلمية التي يجريها كيمارك والتي تركز على التعرف على الجينات وتسلسل الجينات وما يطرأ عليها من خلل أو تعللات للوصول لأسباب المرض ومن ثم استهدافها بالعلاجات المناسبة وبين د. العسكر أن المركز يعمل فيه ما يقارب 60 إلى 70 عالما متفرغين للأبحاث معظمهم سعوديين مشيرا لوجود برامج ابتعاث مستمرة لتعزيز هذه الاعداد لافتا لوجود تحديات بتسرب وفقدان بعض العلماء الذي يتم جذبهم للقطاع الخاص. وأضاف وهناك أيضا أساتذة في الجامعة وأطباء في المستشفى يشاركون في الأبحاث مؤكدا أن هذه هي إحدى المميزات لدى كيمارك بالمزج بين العلماء والأساتذة والأطباء. وبين د. العسكر أن المركز يقوم بالتركيز على الخلايا الجذعية للمساعدة في علاج المرضى من خلال استخدام خلايا متبرع متطابق في فصيلة النسيج ونقل الخلايا الجذعية للمريض من المتبرع الصحيح وهذا علاج معترف فيه عالميا وتجرى منه ما يقارب 300 حالة سنويا في المركز وأضاف وكذلك نقوم باخذ الخلايا المناعية من المريض نفسه ونقوم بتعديلها جينيا للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وكشف د. العسكر عن مبادرة لكيمارك لتعزيز الدراسات السريرية في المملكة وقال: الدراسات السريرية هي تجربة العلاج على الإنسان وفق أسس علمية وقوانين محددة. ومركز كيمارك هو أحد المراكز المعتمدة من الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة لإجراء الدراسات ذات المرحلة الأولى أي التي تطبق لأول مرة على الإنسان والهدف من هذا هو جذب الشركات العالمية التي لديها منتجات عديدة لطرحها أمام المريض الذي يحتاج العلاج قبل إقرارها بنحو 10 إلى 15 سنة مما يعطي فرصة للمريض في المملكة للاستفادة من العلاجات غير المتوفرة في السوق مجانا بالإضافة لكونها مصدر دخل اقتصادي لافتا إلى أن شركات الادوية العالمية تنفق 150 مليار دولار على البحث والتطوير سنويا. 70 % منها في أمريكا وأوروبا وتخصص 30 % منها لاكتشاف الأدوية و70 % للأبحاث السريرية. وأضاف ونصيب المملكة ودول الخليج منها منخفض جدا بعائد مالي قدره مليون دولار فقط و50 مريضا. وفي مركز كيمارك تابعت "الرياض" الجهود الكبيرة التي يبذلها العلماء المتخصصون عبر مختبرلت بحثية متطورة حيث تجرى العديد من الأبحاث المهمة كأبحاث الفيروسات واللقاحات والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ويتم تطوير بديل للمضادات الحيوية وكذلك أبحاث خاصة في البيئة ومدى انتشار البكتيريا المضادة للمضادات الحيوية كما يساهم "كيمارك" في تدريب المواهب سواء على مستوى طلاب موهبة وتدريب طرح مشاريع لطلاب الثانوية أو على مستوى الجامعة أو على مستوى الأطباء والاستشاريين. أبحاث علمية لبديل المضادات الحيوية تحليل بلازما الدم المختبر الحيوي.. دعم الأطباء بالمعلومات الدقيقة د. العسكر.. كيمارك سيعزز الدراسات السريرية في المملكة الوفد الإعلامي المشارك في الجولة