منذ التأسيس والمملكة ركن أساس في جهود السلام والأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، ومؤخراً أضحت الدبلوماسية السعودية الوسيط الأهم في عدد من القضايا والأزمات، وباتت قبلة الوفود الدبلوماسية، والاتصالات رفيعة المستوى، لاستدعاء دورها الحيوي والموثوق لتذليل العقبات، ودعم الحلول السلمية، وإعلاء صوت الحوار والتفاوض، عوضاً عن دوي طبول الحرب. وآخر المساعي السعودية الخيّرة، جهودها المستمرة لإيقاف النزيف السوداني المؤلم، فعززت المملكة تحركها لوقف الحرب الأهلية، حيث أجرى سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أمس اتصالين هاتفيين مع رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أكد فيهما سموه على دعوة المملكة جميع الأطراف إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حلٍ سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق، كما شدد وزير الخارجية على أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية»، بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية الحثيثة لتجنيب السودان مآلات مخيفة، ونشطت المملكة على الصعيد الإنساني، ووقفت مع الشعب السوداني الشقيق بكل إمكاناتها، وقدراتها، على الصعيد الإغاثي، وعلى الصعيد العملياتي، فقد قدمت المملكة بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مساعدات إنسانية بقيمة (100) مليون دولار من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتسيير جسرين جوي وبحري لتقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، بالإضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة «ساهم» التابعة للمركز، فضلاً عن دورها المشهود والذي حظي بتقدير دولي واسع في إجلاء رعاياها ورعايا الدول الأخرى في بداية الأزمة. لقد ترسخت المملكة في الأعوام الأخيرة كقوة سلام واستقرار، وقاطرة لمشروعات التنمية والنمو الاقتصادي الذي غدا نموذجاً ملهماً لشعوب المنطقة، وما صعود المكانة السعودية المذهل في هذا العهد الزاهر إلا ثمرة لتوجيهات وسياسة خادم الحرمين الشريفين، والرؤية الاستثنائية لسمو ولي العهد، والتي بوأت المملكة مكانة عظمى باتت فيها تملك مفاتيح السلام والاستقرار في المنطقة والعالم برمته.