لقد كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي حيث أصبح حديث الساعة في كل مكان من الأمكنة وفي كل مجال من مجالات الحياة. ظهر حديثاً مفهوم الذكاء الاصطناعي وانتشر على نطاق واسع في الآونة الأخيرة؛ لذا برزت أهمية التمييز بين الذكاء الاصطناعي والعقل البشري. يمثّل الذكاء الاصطناعي أحد العلوم التي ظهرت حديثاً، ويعرف بأنه التكنولوجيا التي تحاكي تفكير وأداء العقل البشري، وتنسخ سلوك البشر للقيام بالمهام المختلفة. الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من المساعي النظرية والتقنية التي تجتهد في تطوير البرامج المعلوماتية المعقدة القادرة على محاكاة الذكاء البشري، لا سيما في أبرز سماته الإدراكية كالتعقل والاستدلال والبرهنة والتعلم والتدرب. استطاع الذكاء الاصطناعي في عام 2017 أن يتعرف على رموز الكلمات المتداولة في المحادثة، على غرار العقل البشري الذي يدرك معنى المفردات المستخدمة في الكلام. وفي عام 2018 أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة لا خيالاً، حيث دخل مكاناً بارزاً في عالم الثقافة الشعبية من حيث الشكل والمضمون. فقد نمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسة تدخل في صلب جميع القطاعات. نشأ الذكاء الاصطناعي في ظل اتجاه جديد حيث إن البحث العلمي لم يعد مجهوداً فردياً ذاتياً يقتصر على مجال واحد في تخصص علمي واحد، والذكاء الاصطناعي حقل من الدراسة القائمة على فرضية أنه يمكن اعتبار التفكير الذي يشكل شكلاً من أشكال الحوسبة، ويمكن تنميطها وتطبيقها في نهاية الأمر. وللإنسان قدرة هائلة على اكتساب المعرفة واستخدامها في معالجة الأزمات وحل المشاكل والقضايا التي يتصدى لها الإنسان جنباً إلى جنب مع خبرته في الحياة وتقديره للمواقف المتعددة. والقدرة على التعليم واكتساب المعلومات والفهم والإدراك سمات مميزة للذكاء البشري، وينشأ ذلك من خلال التجارب التي يمر بها الإنسان والخبرة التي يكتسبها المرء ويساعده ذلك على التمييز الدقيق بين القضايا والخروج من الجزيئات إلى الكليات. الذكاء الاصطناعي هو نمذجة جوانب التفكير البشري على أجهزة الحواسيب فهو الحقل الفرعي لعلوم الحاسوب والمعنية بمفاهيم وأساليب الاستدلال الرمز بواسطة الحاسوب وتمثيل المعرفة الرمزية للاستخدام في صنع الاستدلالات، يحاول الذكاء الاصطناعي إضفاء إحدى السمات المميزة للعقل البشري، وهي القدرة على التعامل في الكثير من الأمور الحياتية لدى البشر من التفكير والحوار والتي يصعب على الآلة بشكلها التقليدي. يمتلك البشر القدرة على استخدام الذاكرة والتفكير لحل المشاكل، وهذه القدرة لا تتوفر في الذكاء الاصطناعي، بدأت التقنيات والبرامج الحديثة الحلول محل البشر في كثير من الجوانب، وفي المقابل لا تستطيع التكنولوجيا التفكير مثل البشر، ولن تصل إلى مستوى الذكاء البشري، لأن الذكاء الاصطناعي هو من صنع الإنسان ولا يضاهي العقل البشري، حيث يمتلك العقل البشري العديد من الوظائف المعرفية والقدرة على التفكير المنطقي والتي تكون غائبة كلياً عن الذكاء الاصطناعي. 1