كل ما نشاهده على الإنترنت هو عبارة عن محتوى يكون على هيئة نص أو فيديو أو صورة أو صوت أو تصميم أو إعلان يتم إعداده إما من قبل أفراد أو قطاعات تجارية أو حكومية أو خيرية ثم يتم استخدامه في التسويق الوارد (Inbound Marketing) كمحتوى جاذب للشريحة المستهدفة سواء كانوا مستهلكين أفراد أو منظمات، وعند اطلاعهم على هذا المحتوى الذي وصولوا إليه إما من خلال محركات البحث أو منصات التواصل الاجتماعي يتم بعد ذلك سحبهم إلى الموقع الإلكتروني للمنظمة بغرض القيام بفعل محدد كالشراء أو تعبئة نموذج أو تحميل ملف وغيرها، فالهدف من المحتوى هو تسويقي بحت فمنه ما يتعلق بالمنتجات أو الخدمات وزيادة المبيعات أو عدد الزيارات للموقع أو زيادة المتابعين لحسابات منصات التواصل الاجتماعي والتحميل للتطبيق وعدد النماذج التي تم تعبئتها والملفات التي تم تحميلها ومنها أيضا ما يتعلق بزيادة الوعي للعلامة التجارية للمنظمة وتحسين صورتها الذهنية وغيرها من الأمور التي قد تكون أيضا على شكل محتوى إعلاني لزيادة القبول تجاه المنظمة مثل ما نشاهده في الإعلانات المؤسساتية خلال رمضان والحج واليوم الوطني وغيرها من الإعلانات التي تهدف لزيادة قبول المنظمة لدى الجمهور، كذلك بالنسبة لسرد المنظمة قصص جذابة عن نفسها (Brand storytelling) يتم عرضها بطريقة عاطفية من خلال صنع القصة المناسبة للشريحة المستهدفة تتضمن حبكة روائية وتكون لها نهاية مؤثرة، لذلك يطلق على المحتوى بأنه "الملك" (Content is a King) لأنه استراتيجية ناجحة تهدف للتعريف بالمنظمة والتثقيف بفوائد ومميزات المنتجات والخدمات التي تقدمها وفي النهاية القيام بتحويل هؤلاء الزوار الى عملاء دائمين من خلال استخدام الأسلوب الصحيح المناسب لهم بعد معرفة في أي مرحلة هم فيها الآن من مراحل شراء العميل. ولا بد أن يتضمن المحتوى على بعض العناصر ليحفز الجمهور على التفاعل والمشاركة، كأن يكون ثريا ومفيدا وجديدا وحصريا وجذابا ملائما للشريحة المستهدفة ومخصص لهم وشخصيا يلامس اهتماماتهم ويلبي حاجاتهم ويحل مشاكلهم ويعالج أوجاعهم ويضيف لهم المتعة أو التعلم أو الثقافة وذات قيمة إضافية مختلفة عن الموجودة لدى الآخرين USP (Unique Selling Point) أو أن يكون له فائدة مادية كالمشاركة في المسابقات والسحب على جوائز. ومن الضروري أن يتضمن المحتوى الفعال على التوجيه للقيام بالفعل كما من المفيد أن يتم اختيار المحتوى الذي يبني ويعزز الثقة بالمنظمة يجلب المزيد من المبيعات مع مرور الوقت عبر الترويج من خلاله بشكل غير مباشر عن المنظمة ومنتجاتها وخدماتها، وان يتناسب حجم ونوع المحتوى مع القناة التي سينشر بها كذلك مع الوقت المناسب للعميل الذي سيشاهده أيضا اللغة والأسلوب واللهجة ونبرة الصوت المناسبة بشكل متناسق ومتسلسل ومرتب، كما يفضل تجربة نشره أولا على بعض القنوات وإذا أثبت نجاحه يتم تعميمه بعد تعديله بحسب المناسب لكل قناة إلكترونية، ومن المفيد أيضا أن يتم استخدام محتوى مختلف في كل مرحلة من مراحل شراء العميل بحيث يكون المحتوى المناسب في الوقت المناسب وفي القناة المناسبة للشخص المناسب، ويمكن كتابة عناوينه على عدة اشكال وبأسلوب مشوق يشد انتباه المتلقي أو حتى بصيغة سؤال يحفز على إثارة الفضول.