زاد اهتمام المنظمات بمختلف أنواعها ومجال عملها في السنوات القليلة الماضية بالقنوات المتعددة للتسويق الرقمي (Digital marketing channels) والمتمثلة في المواقع والمتاجر والتطبيقات الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث والبريد الإلكتروني ورسائل الجوال وبمختلف أنواع الإعلان الرقمي، حيث تقوم جميعها على فكرة التسويق الوارد (Inbound Marketing) أو كما يطلق عليها أيضاً التسويق العكسي أو المقلوب (Reverse Marketing) التي تعتمد على فكرة سحب (Pull) الشريحة المستهدفة وتوجيهها إلى القيام بالفعل المطلوب، وتمتاز بأن التواصل فيها يكون باتجاهين إضافة إلى أنها تخاطب الشخص المستهدف بشكل فردي (One To One) وليس بشكل عام على كامل الشريحة المستهدفة لذلك يطلق على قنوات التسويق الرقمي "وسائل تواصل شخصية أو فردية" (Individual Media)، وهي على نوعين بمقابل مادي (Paid) أو بشكل طبيعي بدون مقابل مادي (Organic) فالجهود التي تكون بدون مقابل مادي مثل تحسين التواجد في محركات البحث والتسويق المؤتمتة وتحسين مظهر وتجربة الموقع والتطبيق الإلكتروني والتسويق بالمحتوى والتسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أما الجهود التي تكون بمقابل مادي فهي كالإعلان في محركات البحث وفي البريد الإلكتروني ورسائل الجوال وفي منصات التواصل الاجتماعي وبالمواقع والتطبيقات الإلكترونية، وعلى العكس من ذلك تختلف عن قنوات التسويق التقليدي التي يطلق عليها "وسائل التواصل الجماهيرية" (Mass Media) كالتلفزيون والإذاعة وإعلانات الطرق وبداخل المجمعات والصحف والمجلات ودور السينما قائمة على فكرة التسويق الصادر (Outbound Marketing) التي تعتمد على فكرة دفع (Push) الرسالة الإعلانية للشريحة المستهدفة باتجاه واحد وبذلك فهي تخاطب الجمهور المستهدف بشكل كلي والرسالة فيها تكون أكثر عامية بحكم عدم إمكانية استهداف الشخص بحسب مواصفاته الديموغرافية بشكل دقيق لذلك فإن كفاءتها أقل من قنوات التسويق الرقمي، وتصنف قنوات التسويق الرقمي إلى ثلاثة وسائط رئيسية هي الوسائط المملوكة (Owned media) التي تقوم المنظمة والفرد بإنشائها وإدارتها بغرض تعريف الجمهور عنها ولتحفيزهم للقيام بفعل محدد كالموقع والمتجر والتطبيق الإلكتروني للمنظمة وحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تمتاز بكفاءة تكلفتها وبمرونتها والأهم من ذلك طول عمرها وبقائها لفترة طويلة، والوسائط المدفوعة (Paid media) وهي المساحات التي يمكن للمنظمة الترويج من خلالها بمقابل مادي لتحقيق أهدافها الاعلانية ومنها الإعلانات الرقمية في محركات البحث وبالمواقع والتطبيقات الالكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المؤثرين، أما الوسائط المكتسبة (Earned media) يقصد بها الدعاية (الدعم) التي تحصل عليه المنظمة من الجمهور والمؤثرين والكتّاب والعملاء بدون مقابل مادي مثل قيام عميل بالتقييم في خريطة جوجل للموقع الجغرافي للمنظمة وكتابة تعليق أو اشادة عن تجربته الناجحة التي قام بها كذلك كتابة التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، والفائدة منها عظيمة جدا لأنها تخلق مصداقية لدى الجمهور كونها تتبلور بشكل طبيعي دون تدخل من المنظمة وبدون مقابل مادي، أما سلبيتها تكمن في صعوبة التحكم في توجهات الجمهور وما يكتبه إضافة إلى احتمالية ان تتسبب عن غير قصد في ظهور معانٍ سلبية من الجمهور وأن يخونهم التعبير حيث قد يقوم العميل بوضع نجمة مثلاً من خمسة لاعتقاده بأنها هي الأعلى تقييماً أو ربما يستخدم مصطلحات قد تحمل عدة معانٍ إيجابية أو سلبية.