أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن ثلاث سفن صينية من بينها حاملة الطائرات شاندونغ عبرت السبت مضيق تايوان الذي أصبح في السنوات الماضية موضوعاً جيوسياسياً متفجراً. وقالت الوزارة في بيان: إن "أسطولاً تابعاً لسلاح البحرية بجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) من ثلاث سفن تتقدمه حاملة الطائرات شانغدونغ، عبر مضيق تايوان قرابة ظهر اليوم (السبت)". وتوجه الأسطول "غرب الخط الأوسط، شمالاً" في إشارة إلى الحدود غير الرسمية في منتصف المضيق والتي رسمتها الولاياتالمتحدة بشكل أحادي خلال الحرب الباردة وهو ما ترفض بكين الاعتراف به. وفيما تراقب تايوان باستمرار وجود سفن حربية صينية وتصدر بيانات بشكل شبه يومي، فإن عبور شاندونغ في المضيق البالغ عرضه 180 كلم والذي يفصل الجزيرة عن آسيا القارية، غير عادي. وقالت الوزارة: إن القوات المسلحة التايوانية "راقبت الوضع وكلفت (دورية جوية مدنية) طائرات وسفن تابعة للبحرية ومنظومات صواريخ برية، الرد على تلك الأنشطة". السبت رصدت 33 طائرة حربية وعشر سفن "عند الساعة السادسة صباحاً" بحسب وزارة الدفاع في الجزيرة. والجمعة كانت هناك 11 سفينة بالقرب من المياه التايوانية. منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949، تعتبر الصينتايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها لم تتمكن من توحيده مع بقية أراضيها. عرض قوة يرى ستيف تسانغ مدير معهد الصين في جامعة لندن أن مرور حاملة الطائرات شاندونغ في مضيق تايوان "أمر غير معتاد إطلاقاً". وقال لفرانس برس: "لكن الصينيين يحاولون إظهار قوتهم العسكرية حول تايوان خلال الأشهر الستة الماضية أو العام الماضي". وبالتالي فإن ظهور شاندونغ في المضيق هو جزء من هذا "الوضع العام" حسب تسانغ. كانت آخر مرة أبلغ فيها مسؤولون تايوانيون عن وجود حاملة طائرات صينية في مضيق تايوان في مارس 2022. وتم نشرها هناك قبل مكالمة هاتفية بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي جو بايدن. والعلاقات بين بكين وتايبيه والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ وصول الرئيس شي جينبينغ إلى السلطة قبل أكثر من عشر سنوات، تدهورت بشكل إضافي في السنوات الماضية وكثفت الصين عمليات التوغل العسكري حول الجزيرة. يأتي عرض القوة هذا من جانب الصين بعد أكثر من شهر على انتهاء مناوراتها العسكرية الكبرى في محيط الجزيرة في أبريل والتي كان هدفها تطويق تايوان على مدى ثلاثة أيام. خلال هذه التدريبات، قامت بكين بمحاكاة عمليات قصف محددة الهدف ضد الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي وتطويق لتايوان حيث رصدت سلطات تايبه 12 سفينة حربية صينية و91 طائرة في اليوم الأخير من العمليات. تم نشر مقاتلات أيضاً من حاملة الطائرات الصينية شاندونغ وعبرت خط الوسط كما أعلنت آنذاك وزارة الدفاع التايوانية. جاءت هذه المناورات العسكرية الصينية بعد أيام من لقاء الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي في مطلع أبريل والذي وعدت بكين بالرد عليه. نبرة تهدئة تعهدت واشنطنوبكين بإبقاء خطوط التواصل مفتوحة بينهما رغم خلافاتهما التجارية، وذلك في أعقاب زيارة نادرة من نوعها لوزير التجارة الصيني وانغ وينتاو إلى الولاياتالمتحدة بعد فترة من التوتر المتنامي بين البلدين. والتقى وينتاو مع الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ المنعقد في ديترويت، بعد يوم من لقائه نظيرته الأميركية جينا رايموندو في واشنطن. وقال بيان صادر عن مكتب تاي إنها: "ناقشت أهمية العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين في الاقتصاد العالمي وضرورة استمرار التواصل بين الجانبين". من جهتها، ذكرت وكالة شينخوا الصينية الرسمية أن الاجتماع في ديترويت كان "صريحاً وعملياً وعميقاً". وأضافت أن وزير التجارة الصيني أثار مخاوف بشأن السياسات التجارية الأميركية وكذلك بشأن تايوان التي تتمتع يحكم ذاتي وتدعي بكين السيادة عليها. وأعربت كل من تاي ورايموندو عن قلقهما بشأن سلوك الصين حيال الشركات الأميركية، مع قيام الصين مؤخراً بتقييد عمليات الشراء من شركة الرقائق الأميركية العملاقة ميكرون على خلفية مزاعم بوجود مخاطر أمنية. وتم تفسير هذه الخطوة على أنها انتقامية من قبل الصين بعد فرض الرئيس جو بايدن حظراً شاملاً على وصول الصين إلى أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة خشية استخدامها في الصناعات العسكرية.