وأنا أتنقل في مواقع التواصل الاجتماعي شدني الحنين لزيارة إحدى الجامعات العريقة في المملكة، عبر حسابها في تويتر، لأستعيد بعضاً من الذكريات القديمة، وأتعرف على إنجازاتها ومخرجاتها، لكني صدمت من حالة الركود غير الطبيعي، حيث اكتفت ببعض الأخبار التي كانت تبث عبر موقعها مطلع عام 2000، ولم يحدث أي تطوير أو تجديد في المواد الإعلامية التي تواكب عصرنا الحديث في إيصال الرسائل بكل بساطة وأناقة. ومع المرور على حساب أكثر من جامعة عتيقة، توقفت كثيراً عند حساب جامعة شقراء والدور المميز الذي يقوم به الإعلام الجامعي هناك، فوجدت ما يبحث عنه كل من يعيش في وقتنا الحاضر من أفلام قصيرة وبروشورات توعوية تختصر عليك الجهد والوقت، إلى جانب الفيديوهات القصيرة المصنوعة باحترافية عالية وبإخراج احترافي يوازي ما تقدمه بعض الحسابات الإخبارية العالمية، حقيقة يجب ذكرها إن هذه الجامعة التي تأسست قبل 14 عامًا بعملها الإعلامي المؤسسي استطاعت جذب الأنظار وتفوقت على جامعات تأسست قبلها بعشرات السنين. بكل أمانة سعدت بطرح جامعة شقراء للموضوعات البحثية عبر حسابها الرسمي بطريقة احترافية وتغطية الأحداث وكأنك تعايشها، ولم أتوقف عند هذا الحد، وواصلت البحث في الحساب حتى وجدت الطلبة والطالبات لهم دور في التطوير وتنظيم الفعاليات بإشراكهم من قبل القسم الإعلامي، فمثل هذه اللقاءات تبقى راسخة في ذاكرة الطالب والطالبة على مر السنين، وتبقى ذكرى جميلة لا تمحوها تقلبات السنين، كما سعدت بالرسائل المرئية التوعوية من الطلبة والموجهة للمجتمع بإخراج رائع وسيناريو محبوك. ولفت نظري حسن تمثيل مسؤولي الجامعة لها في وسائل الإعلام وإظهارهم بصورة تليق بالشخصيات الأكاديمية، حقيقة جامعة شقراء تمتلك إعلاماً جامعياً يصنع الفارق بهدوء وبشكل متوازن واحترافي في إخراج المواد المرئية والصحيفة وجمالية التصميم الجرافيكي وحسن صناعة الفعاليات، والأكيد أن الإعلام الجامعي وحده لن يستطيع صناعة مواد رائعة بهذه الجودة ما لم يكن هناك إنجازات حقيقة على أرض الواقع داخل الحرم الجامعي وعمل دؤوب في المنظمة الأكاديمية. وأخيراً؛ تحية وتقدير لكل من يعمل خلف إبراز أعمال التعليم السعودي في كل المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، وتمنيت أن أرى ويرى غيري ما يتحقق من نجاحات إعلامياً، فالإعلام شريك رئيس في كل نجاح، ولا بد أن يدرك كل مسؤول بأن الإعلام المتميز في غاية الأهمية، كونه يختصر المسافات بين من هم في المؤسسة التعليمية وخارجها، وأتمنى أن تسير تلك الجامعات على خطى شقيقتهم الصغرى عمرًا «جامعة شقراء»، ويتنافسوا معها في تقديم موادهم الإعلامية بما يتواكب مع هذه الطفرة التعليمية التي تعيشها المملكة.