عمدت خريجات الدفعة الأولى على مستوى المملكة 2016 تخصص (إعلام مرئي ومسموع) في جامعة الملك سعود البالغ عددهن 15 خريجة من أصل 70 خريجة إعلام، إلى قص شريط نجاحهن والاحتفال بتخرجهن، وما بين إعداد وإخراج ومونتاج وتقديم وكتابة نصوص، تباينت الأدوار التي قامت بها كل طالبة منهن أثناء مراحلها الأكاديمية. في هذا السياق قالت سارة الطويان: «شغفي بالتصوير قادني إلى الإعلام، كما ضاعف مهارة التصوير الإعلامي لدي. أما طموحي يكمن في إنشاء شركة إعلامية احترافية يقتصر كادرها على العنصر النسائي، ويكون جزء منها خيرياً في الوقت الذي تفتقر فيه المؤسسات الخيرية من التسويق والإعلام الجيد، كما أطمح إلى تكملة الدراسات العليا في قسم العلاقات الدولية». وترى أن الإعلام لا يقتصر فقط على الدراسة بل يعتمد على الممارسة وتطوير الإعلام لأدائه، مؤكدة فوزها في اللقاء العلمي السادس في الجامعة. وأضافت «أن أدوارنا أنا وزميلاتي تكاملية في العمل، فكل واحدة منا تتميز بمهارة أياً كانت (إخراج، وكتابة نصوص، وتمثيل، وتصوير) تقوم بها في مقابل إسناد المهمات الأخرى تبعاً لميولهن». وعن طبيعة العراقيل التي واجهتها هي وزميلاتها أثناء فترة الدراسة، أوضحت بأنه على رغم توافر اثنين من الاستوديوات مجهزة بكامل المعدات، إلا أن إغلاق الإدارة المعنية لها نظير عدم تدرب كادر التدريس عليها من جهة، وعدم توفيرهم مدرباً متمكناً يقوم بتدريب أعضاء هيئة التدريس عليها من جهة أخرى، جعل دراستنا نظرية بحتة، خالية من التطبيق العملي، بل إن ذلك جعل معرفتنا بالكاميرات ومحتوياتها وضبط الإعدادات والتحكم بأجهزة الصوت تقتصر على الصعيد النظري فقط، إذ تخرجنا من دون أن ندرك آلية تشغيلها فعلياً. وأشارت إلى أن عدم معرفة الجهات الإعلامية من قنوات وإذاعة بأن هناك قسماً متخصصاً في الإعلام المرئي والمسموع داخل الجامعة، فرض علينا التوجه والمبادرة بتقديم أنفسنا لهم، ما أثار إعجابهم بمهاراتنا، مما يستدعي تكفل الجهة المعنية في الجامعة التعريف عن القسم لدى الجهات الإعلامية حتى تكون الفرص متاحة لنا منذ البداية. ونوهت إلى أن حداثة التخصص، جعلت آليته وخطة المقررات الدراسية فيه غير واضحة، إذ بعد وصولنا المستوى الخامس، أضافوا إلينا بشكل عشوائي مادة (السياسة) والتي لم يتم إدراجها سلفاً. في حين أكدت داليا الدغمة أن ميولها نحو الإعلام منذ الصغر دفعها إلى الإمساك بزمام الإذاعة المدرسية كل عام، بل إنها لم تتأخر في ممارسة دور المذيعة وإجراء حوارات متباينة مع أفراد أسرتها ومعارفها، كما كانت تسعى لمعرفة كواليس العمل الإعلامي، وتتمنى أن تحظى بمكان المذيعة في البرامج التلفزيونية. وأوضحت أن ردود الفعل السلبية من المجتمع نظير تخصصها في الإعلام بحجة أنه حكر على الذكور وأن الفتاة ليس لها مكان في الإعلام، زادها إصراراً على التوجه نحو هذا التخصص. وعن طبيعة المعوقات الأكاديمية التي واجهتها، لفتت إلى أنها تتمثل في شح كادر أعضاء هيئة التدريس المختصين بمسار الإعلام المرئي والمسموع، ما دفع إدارة القسم تكليف أساتذة ينتمون إلى مسارات أخرى مثل الصحافة والعلاقات العامة للقيام بتدريسنا، مشيرة إلى أن حداثة القسم نفسه، جعلنا نعاني من تأخر إعداد الجداول الدراسية، بإضافة وحذف بعض المواد، وعدم اكتمال العدد المفترض داخل الشعبة، فضلاً عن افتقار مواد التخصص إلى اللغة الإنكليزية، بجانب مادة خاصة بالمصطلحات الإعلامية باللغة الإنكليزية، كما انتقدت اقتصار جهة التدريب على تدريبهم على إحدى المجالين إما إذاعة أو تلفزيون فضلاً عن الجمع بينهما. وعن طموحاتها المستقبلية، ذكرت «أطمح إلى تكملة الدراسات العليا في العلوم السياسية، وأن أكون مذيعة في البي بي سي». بدورها، قالت عفاف ضيف الله: «إن ميولي نحو الإخراج، والأفلام القصيرة، والدراما، والمونتاج، وكتابة النصوص، وإعداد البرامج، قادني إلى دراسة الإعلام المرئي والمسموع»، مشيرة إلى أنها قدمت تجارب إعلامية عدة كمشروع لبعض المواد، مثل كتابة وإخراج فيلم وثائقي عن الوسواس القهري، وآخر درامي (ما بعد الليل) وتكفلت زميلاتي بتمثيل أدواره. كما انتقدت كثرة المواد العامة المدرجة في المقرر في مقابل شح مواد التخصص التي اقتصرت على الفصل الأول من السنة الأخيرة، مما يجعلهن يشعرن بالظلم نظير عدم اكتفائهن وتشبعهن بمواد التخصص ذاته، ما يستدعي الأمر إعادة نظر إدارة القسم بهذا الخصوص. وفي ما يتعلق بالجهات التدريبية، قالت: «إن وزارة الثقافة والإعلام قامت بتدريبنا من خلال هيئة الإذاعة والتلفزيون، بل إن جاهزيتنا للتدريب وتطويرنا لأدائنا نال استحسان مشرفة الإذاعة وإشادتها بنا». وعن النظرة المجتمعية لهذا التخصص، ذكرت «تبدو على وجوه كثيرين علامات استفهام بمجرد معرفتهم بطبيعة تخصصي، بل جهلهم بمجال الإعلام الواسع، يجعلهم يختصرونه بتساؤل: يعني بتطلعين في التلفزيون؟، كما تأمل تغيير المجتمع نظرته إلى الإعلام على أنه (ما يوكل عيش)، والتأكيد على أن إثبات الإعلامي جدارته كفيل بتحقيقه نجاحات يفخر بها ولا تقل عن المجالات الأخرى مثل الطب والمحاماة وغيرها». وأشارت إلى أن ما يميز الإعلامي عن غيره أنه مطلع، وقارئ نهم، وناقد، وجريء، مؤكدة أنها تطمح إلى المشاركة في المهرجانات الدولية من خلال مختلف أعمالها في الإخراج، وكتابة النصوص، والأفلام القصيرة. أما على المدى البعيد، فتطمح إلى تكملة دراساتها العليا في قسم العلاقات الدولية نظير ارتباطها الوطيد بالعلوم السياسية والإعلام. أما الخريجة زهرة الضامن التي تنتمي إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تقول: «إن كوني كفيفة لم يثبط من همتي وإصراري على دخول قسم الإعلام، على رغم أن اشتراطات دخوله لا تتضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بل أن سعيي لإقناع إدارة القسم بجدارتي وعزيمتي على التفوق أسهم في خوضي تخصص الإعلام المرئي والمسموع». مضيفة: «منذ طفولتي، وأنا أميل لمتابعة البرامج وأتمنى لو كنت مكان المذيع وأتكفل بالإذاعة المدرسية، كما تنوعت مشاركاتي ما بين الإلقاء في المحافل المحلية وممارسة النحت والرسم في المهرجانات الدولية، في حين أسهمت مشاركتها أيام المرحلة الثانوية في إحدى مسابقات الكتابة على مستوى المنطقة الشرقية من خلال القصة القصيرة (ما بين نور وظلام)، التي أفصحت عن معاناة بطلة القصة وتحديها للإعاقة إلى فتح آفاق الكتابة لديها بكل أنواعها». وعن طبيعة العقبات التي واجهتها أفادت بأنها تتمثل في الافتقار إلى برمجيات ملائمة للأجهزة، تتكفل بقراءة الشاشة لذوي الاحتياجات الخاصة تمكنهم من إنجاز مهماتهم الإعلامية. أما معاناتها في فترة التدريب في هيئة الإذاعة والتلفزيون كان المدرب يزود كل متدربة بضعة نصوص لقراءتها بشكل فوري، في الوقت الذي أعجز فيه عن القيام بذلك نظير الافتقار إلى طابعة خاصة لتحويل النص إلى طريقة (برايل) ومن ثم قراءته، ما استدعى الأمر مطالبتي المدرب تزويدي النصوص قبل يوم من التدريب. وطالبت إدارة الجامعة اعتماد تدريب الطالبات من أول سنة دراسية فضلاً عن اقتصارها على آخرها، حتى تكون لديهم جاهزية تامة ودراية كافية عند التحاقهم بمرحلة التطبيق العملي خارج أسوار الجامعة. إلى ذلك، لم تكل أو تمل منى الشهري في طرق أبواب الجامعات كل عام وسؤالها لهم عن ما إذا كان هناك تخصص إعلام مرئي ومسموع متوافر بين ثنايا أقسامها الأكاديمية، وفي حال كان الرد (لا) لا تتأخر عن سؤال إداراتها عن مدى احتمالية افتتاح قسم الإعلام لديهم من عدمه، في الوقت الذي كان افتتاح تخصص الإعلام المرئي والمسموع في جامعة الملك سعود عام 2013، بمثابة ملاذ لآمالها ومأوى لطموحاتها على رغم اشتراطه معدل لا يقل عن (4.5). وعن سبب خوضها هذا التخصص، ذكرت «أرى نفسي في الإلقاء والتقديم وصناعة الأفلام والتصوير والإخراج والمونتاج والإعداد»، مضيفة: «أدرك أن الإعلام رسالة وصوت وسلاح ذو حدين، لذلك لا بد لمن يخوض أغواره أن يعمل وفقاً لأهداف مدروسة للمحتوى المقدم ومدى تأثيره، كما أن التوظيف في قطاعات الإعلام، لا يسير بطرق تقليدية، بل يعتمد على توظيف الأكفأ من دون الاكتراث عن كونه ذكراً أم أنثى».