يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي، أحد تطبيقات تعلم الآلة التي تستخدم لزيادة المحتوى، وذلك لما يملكه من قدرة كبيرة على معالجة البيانات الضخمة، وإمكانية توليد محتوى جديد متنوع ونص فائق في جميع مجالات العلوم والمعرفة المختلفة، ويستخدم خوارزميات تساعد في بناء معلومات جديدة من المعلومات السابقة والقديمة، وينشئ محتوى جديداً، ويوجد نماذج مختلفة للذكاء الاصطناعي التوليدي منها برنامج شات جي بي تي الشهير الذي أطلقته شركة أوبن أي آي (Open AI). أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) نسخة تجريبية من تطبيق "علام"، وهو تطبيق واعد سوف يخدم المستفيدين الذين يبحثون عن معلومات، وليس معلومات فقط وإنما قدرة هذا التطبيق على صياغة ملخصات واقتراحات وتلخيص الوثائق في شتى المواضيع باللغة العربية الفصحى والعامية، في مجالات حيوية ومهمة كالصحة والتعليم والتاريخ والثقافة، ومن مصادر علمية موثوقة، حيث يستطيع المستفيدون طرح استفساراتهم نصاً أو صوتاً من خلال الدردشة مع هذا التطبيق ويحصل المستفيد على الإجابة بحسب الطريقة التي يرغبها. ويأتي إطلاق تطبيق "علام" منسجماً ومتناغماً مع الأهداف التي تضطلع بها سدايا من خلال دورها في تعزيز المعرفة والبحث والتطوير ودعمها لزيادة المحتوى العربي والنهوض بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي، كما أنها تستهدف من خلال هذا التطبيق بناء نموذج لغوي توليدي سعودي. كما يستطيع تطبيق "علام" تحسين الصور القديمة وتلوينها ومعالجتها، ويعتمد هذا التطبيق على مصادر معلومات متنوعة من مختلف العلوم والمعارف باللغة العربية، وتشتمل هذه المصادر على مئات الملايين من المقالات، بالإضافة إلى قدرته على مواكبة الأحداث وإضافة ما يستجد من معلومات ومقالات جديدة للمحتوى. وسوف يخدم هذا التطبيق الباحثون عن المحتوى العربي بطريقة سلسة وسهلة، كما سوف يسهم "علام" في تخفيف معاناة الباحثين في البحث عن أدوات ومصادر بحث باللغة العربية. أشرف على هذا الإنجاز العلمي والتقني والبحثي فريق وطني سعودي من الهيئة مكون من كوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً عالياً، لكي تواكب مستجدات العصر وتنافس في ميادين العلم والعمل، في ظل ما تشهده سدايا من اهتمام بالغ من قبل رئيس مجلس إدارتها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-. *أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود