مؤتمر القمة العربية 2023م يعد حدثًا ذا أهمية كبيرة للعالم العربي بأسره، وهي قمة استثنائية وموفقة، لمناسبة توقيتها، لكونها أول قمة عربية كبرى تعقد في المنطقة منذ انتهاء اضطرابات وتداعيات ما يسمى «الربيع العربي»، فهي قمة متميزة في موضوعاتها وحضورها، وناجحة بكل المقاييس للمرتكزات التالية: أولاً: أنها كانت برأسه سمو الأمير محمد سلمان - حفظه الله - الذي يتمتع بمكانة كبيرة لدى قادة وشعوب الدول العربية، وعلاقات شخصية متميزة معهم، يؤكدها نجاحاته المتعددة في التقريب بين الاشقاء العرب، وحل الخلافات العربية العربية. ثانيا: الثقة الكبيرة، التي يتمتع بها سموه لدى زعماء وشعوب وقادة الدول العربية والعالم، لإنجازاته الكبيرة داخل المملكة، منها نجاح رؤيته الوطنية الطموحة للمملكة «رؤية 2030م»، وتميز مبادرات سموه الإقليمية (إنشاء التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي شاركت في مؤتمر قمتها الأولى جميع الدول العربية). ونجاح سموه في بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة، إذ كان لسموه دور كبير في توحيد مواقف جميع الدول العربية، ليكون محايدا من الحرب الروسية الأوكرانية، وقدرته المبهرة على تصفير معظم مشاكل المنطقة المزمنة، من خلال التوقيع على اتفاقية تعاون وسلام دائم مع إيران، تستفيد منه جميع الدول العربية، ورجوع سورية للحضن العربي وغير ذلك. ومتوقع أن تنجح هذه القمة في جلب السلام والاستقرار للعراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، والسودان، لثقة زعماء وشعوب هذه الدول في حنكة سموه وسداد رأيه حفظه الله. ثالثا: مكانة المملكة وثقلها الإقليمي والدولي، إذ تستضيف مقرات معظم المنظمات العربية والإسلامية كأمانة مجلس التعاون الخليجي، وأمانة منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي عضو فعال في مجموعة العشرين الدولية. ونظمت بنجاح كل من مؤتمر القمة الامريكية العربية، ومؤتمر القمة العربية الصينية. وفي اعتقادي أن هذه القمة بقيادة المملكة، هي فرصة لبناء موقف عربي جماعي، والاتحاد في مواجهة التحديات العديدة، التي تواجه المنطقة حاضرا ومستقبلا. وهي منصة لمناقشة قضايا الأمن والسلام والعلاقات الدولية للدول العربية كجبهة موحدة، وهذه القمة أيضا فرصة للعالم العربي للالتقاء وتوحيد الصف، والتصدي للعديد من التحديات السياسية والاقتصادية، والتهديدات الأمنية الداخلية والخارجية التي تواجهها الدول العربية. وقد توقع عدد من المحليين السياسيين والمراقبين الدوليين نجاحها بمواجهة هذه التحديات بامتياز، وأن نتائجها بمثابة علامة فارقة في العمل العربي المشترك، بما يحقق تطلعات قادة وشعوب الدول العربية، بالإضافة إلى تعزيز قرارتها من خلال مجموعة متنوعة من الاتفاقيات، التي ستؤدي الي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. وتظل المملكة العربية السعودية الركن الأساس في نجاح أي عمل عربي مشترك.